عامر ملاعب
لا يخفي صاحب مشروع «مغارة بشامون» أحمد فتح الله «اعتزازه وفخره» بما صنعت يداه وهو القادم من عالم الرياضة بوصفه مدرس تربية بدنية، إلى هواية فنية تعتمد الحرفة اليدوية بشكل رئيسي. وهو يستقبل زوّاره عادة شارحاً لهم أنّ «الموقع لم يكن سوى زاوية مهملة شوّهتها يد متعهد الأبنية المشيّدة في المحيط وكانت عبارة عن حافة صخرية فيها تجويف بعمق حوالى مترين تقع بالقرب من المنزل». ويبرر لنفسه الإقدام على تنفيذ مشروعه التجميلي بأنه «وحي فنيّ هبط عليه فجأةً، ودفعه الى تحويل تلك القصعة الصغيرة من الأرض قصراً هو أقرب إلى قصور الأساطير». ويكتمل المشهد مع السيارة المركونة أمام المغارة وهي من نوع «فولز فاغن» زيّنها فتح الله بكل أنواع الزهور الملوّنة. وللمزيد من الإثارة يسارع فتح الله إلى فتح ألبوم الصور الخاصة به حيث يجمع صوره مع المشاهير مثل اللاعب الألماني «فرانتس بكنباور»، بالإضافة إلى العديد من الصور الأخرى التي تجمعه مع العديد من الشخصيات والفنانين والسياسيين.
بدأ فتح الله مشروعه بدافع الهواية أولاً وبعد مروره «بأزمة عائلية سببت له صدمة نفسية، حاول الخروج منها بالانخراط في العمل بشكل يومي لمدة عام تقريباً». ويضيف فتح الله: «أعمل الآن لكي يكون المشروع معلماً سياحياً يجذب إليه السياح، خصوصاً أنه يقع في بلدة بشامون التاريخية».
يتكوّن الموقع من باحة أرضية رئيسية، وغرف صغيرة تتسع لطاولة وبضعة كراسٍ صالحة لجلسات هادئة وسط صوت انسياب المياه، وتحت ظلال الأشجار. أما عن الحجارة المستعملة في التزيين فيوضح أنه قد «حملها من جبل الصوان في بلدة قعقعية الجسر في الجنوب»، وقد انتقاها «باليد بعدما ساعده في جمعها عدد كبير من الأولاد مقابل بعض الأدوات الرياضية مثل الكرات وقمصان رياضية وغيرها، وقد بلغ عددها ما يزيد على 5 ملايين قطعة». ويرفض فتح الله الحديث عن تكلفة المشروع «لأن الأعمال الفنية لا تقاس بالمادة»، كما يقول.
المواد المستخدمة في البناء مزيج من الإسمنت و«خلطة سرية» مثبتة بشبك حديدي لتلصق حجارة التزيين عليها من الخارج. وفي الزوايا تنتشر قطع تشبه بقايا أشجار أو القطع الخشبية المستديرة، وهي في الواقع عبارة عن دواليب سيارات وشاحنات قام فتح الله بتغليفها وتلوينها فحوّلها الى مقاعد صلبة.
وإضافة الى الديكور الفني المتقن يملك فتح الله مجموعة من الأدوات الثمينة يستعملها للزينة أيضاً كخوذة حديدية كبيرة يقول إنها «للغطاس الفرنسي الشهير «كوستو»، وهي تساوي 25 ألف دولار اليوم»، ومجموعة من الأعمال الفنية تمثل أشكال إطارات العربات مصنوعة من الباطون ومدافع حجرية قديمة.
يشير فتح الله إلى أنّ «بلدية بشامون» قدّمت ما بوسعها من المساعدة لإنجاز هذا المشروع ويكشف أنه بصدد إطلاق «مشروع كتاب عن المبدعين والمخترعين اللبنانيين بهدف الإضاءة على تلك الناحية الغنيّة التي يتميّز بها لبنان».