إبراهيم الأمين
قبل عام بالتحديد، كتب أستاذنا الراحل جوزف سماحة في العدد الأول من «الأخبار» ما سمّاه «اعتذار عن صدور مبكر». اليوم ليس عندنا أفضل من تقديم الاعتذار له ولكل من يقرأها قصداً أو عرضاً، عن كل ما حفلت به من أخطاء وتوتر.
الحرب القاسية التي واجهت بلدنا العام الفائت، كان لها الدور الأكبر في صدرونا المبكر، وفي تجاوز ترتيبات كثيرة كانت ضرورية لتقديم الأفضل والجديد، وهو التحدي الأبرز أمامنا الآن، وفيه الرغبة والقدرة وفيه الامتحان.
لم ندّع يوماً الحيادية، ولن نفعل. لكن ذلك لا يبرّر أبداً النقص الحاد في السلوك المهني وبعض الجموح في الأسلوب الذي واكب المرحلة الاولى من الصدور. وما نعد به كارهي «الأخبار» هو التخلي عمّا يفترض أنه خطأ في المقاربة وفي المعالجة.
وبرغم التسامح الكبير الذي بادرنا به جمهور عريض في لبنان، فإن واجب الدفاع عن حقوق المواطن يظل قائماً، لأننا تحولنا، عن قصور أو غرور، إلى أسرى إضافيين لسجال نصفه حقيقي ويخص مستقبل البلاد، ونصفه الآخر حقيقي أيضاً، لكنه يخص فئة تسيطر على مقدرات البلاد وطوائفها.
إلا أن شريطاً جميلاً لفّ حياتنا في هذه السنة، خرقه حزن كبير برحيل جوزف، وهو حزن لا شفاء منه. ومشكلتنا مع الرجل الذي دخل فينا كالنعاس، أنه لا أمل للخروج منه، ولا رغبة في ذلك أصلاً.
ومع هذا عرفنا الكثير من الأشياء الحلوة... عرفنا كيف أن هناك فرصة لاجتماع قوم يشكلون صورة عن التنوّع الاجتماعي اللبناني، مع قدر كبير من التنوّع الثقافي، وقدر محدود من التباين السياسي أو نقص في التعبير الصحيح عنه. كذلك عرفنا أن في لبنان والعالم العربي من يرغب بنا، بما نمثله وبما نعبّر عنه، وأن هناك فرصة لنسج علاقة قد تتيح يوماً ما، إعادة الاعتبار الى الهوية المدنية للمجتمع الغارق في حروب على أنواع. الهوية التي تحفظ لكل منا حقوقه في التفكير والتعبير وتحفظ حقاً مشتركاً في بناء دولة... مجرد دولة!
اليوم، مع انقضاء عام على صدور «الأخبار»، نقترب من توسع يضيف أبواباً ومزايا إلى طبعة لبنان، ونطمح الى توسع بإصدار طبعة عربية قبل نهاية العام، على أمل ألا تنقضي السنة المقبلة إلا ونحن في مصاف الصحف التي يتمكن الناطق أو المستخدم للغة العربية من الحصول عليها حيث يسمح لنا بالوصول في هذا العالم. وسوف يكون لموقعنا الالكتروني، وهو الأكثر قراءة بين صحف لبنان، عناصره الإضافية النوعية التي تتيح التواصل مع عشرات الألوف من اللبنانيين والعرب. وسوف تكون أمامنا مهمة نقل قسم لا بأس به من محتوياته الى لغات أجنبية تتيح لنا تعريف الآخر بنا كما نرغب لا كما يرغب الآخرون لنا أن نكون!
الرجاء من الأصدقاء والمحبين عدم إرسال باقات الورود أو بطاقات المعايدة، واستبدالها بشراء نسخة من «الأخبار» وتقديمها الى صديق لا يقرأ الصحف عادة.