ليال حداد
مرشحان وعشرون ناخباً، إضافة إلى علبة حليب فارغة، هم قوام «الانتخابات الفرعية» التي «نظمها» عدد من الأولاد في منطقة الزلقا. فمع انشغال المنطقة والإعلام والأهالي بانتخابات المتن الفرعية استوحى بعض الأولاد فكرة جديدة تُدخلهم، بطريقة ما، الى أجواء الحياة السياسية الطاغية في البلد. لذا قرر جورج أمين وفادي الحاج الترشح لانتخابات فرعية في الحي، ودعوا كل الأولاد للمشاركة في الانتخابات واختيار ممثلهم. وعلى الرغم من حماوة المنافسة، تميزت «اللعبة» بقانونها الانتخابي العصري ونجح الأولاد في تطبيق القوانين التي وضعوها فاتسمت العملية بالديموقراطية والنزاهة! وقد أراد الأولاد أن يكون المقعد غير مخصص لطائفة معينة، فاختير المرشحان من طائفتين مختلفتين. وجرت العملية الانتخابية وفق الأصول القانونية حيث دخل كل ناخب خلف أحد الشراشف التي نصبها الأولاد عند مدخل الحي، واختار الاسم الذي يريده ووضع خياره في علبة الحليب الفارغة التي من المفترض أنها «صندوق الاقتراع». واستغرقت العملية دقائق قليلة وأدت النتيجة إلى فوز فادي الحاج. والجوائز للرابح «المنتخب» كثيرة، إذ يحصل الفائز، إضافة الى كونه «ممثلاً لأولاد الحيّ»، على مركز رئيس فريق كرة القدم، ويتلقى كيساً مليئاً بالحلويات لمدة أسبوعين مكافأة على فوزه. وقد تقبّل الأولاد النتيجة تلك بروح رياضية عالية، فلم تسجّل أية اعتراضات أو اتهامات. وقد أعلن الأولاد إجراء انتخابات في شهر أيلول المقبل. أما سبب اختيار هذا الموعد فهو غير واضح، إلا أنّ أحد الأولاد قال إنهم «سمعوا من أهلهم أن أيلول سيشهد انتخابات مهمة، أي انتخابات رئاسة الجمهورية»، لذلك قرروا أن تتزامن انتخاباتهم مع تلك الانتخابات أيضاً. وقد أبدوا حماسةً كبيرةً، ويعتبرون أن عليهم «الإعداد جيداً لحملاتهم»، ويقول يوسف راضي أحد الأولاد الذي سيترشح للانتخابات المقبلة: «أريد الترشح، وأكيد من الفوز، خصوصاً إذا شاركت البنات في الانتخابات».