خالد صاغية
لنكن صريحين. لا حاجة لرئيس جديد للبلاد. أو، على الأقلّ، لا حاجة لكلّ هذه «الدوشة» حول الاستحقاق الرئاسي وأهميّته. ما حاجتنا إلى رئيس للجمهوريّة؟
المتحمّسون لانتخابات رئاسيّة يقولون إنّ الرئيس يعيد للمسيحيّين مكتسباتهم ودورهم. وما دامت هذه النقطة تتطرّق للموضوع من زاوية طائفية، فلنأخذ المنطق إلى نهايته. مع الاحترام الكلّي لفريق «مسيحيّي 14 آذار»، هل يعتقد أيّ عاقل أنّ التوازنات الحالية داخل الأكثرية النيابية تتيح انتخاب رئيس يعيد للمسيحيّين دورهم؟ فعلاً، لا يكاد سعد الحريري ووليد جنبلاط ينامان الليل بسبب التهميش المسيحيّ.
لنفترض أنّ الأكثرية لم تختَر رئيساً من بين أقطابها، ووافقت أو أُجبِرت على انتخاب رئيس توافقيّ. سيأتي هذا الرئيس التوافقيّ ثمرة تنازلات لا تحصى تجعل منه عاجزاً عن إيجاد دور لنفسه، فما بالك بطائفته.
إضافة للدور المسيحي، يقال إنّ الرئيس ضروريّ لأنّه الحَكَم بين اللبنانيين، بحسب دستور الطائف. طبعاً، إنّه دور الحَكَم الذي لم يقم به أيّ رئيس حتّى اليوم. وهو دور أنيط بالرئيس رسمياً، لتتولّاه قوى خارجية عملياً، من سوريا إلى السعودية إلى الولايات المتّحدة الأميركية... تخيّلوا مثلاً، لا سمح اللّه، أن يستعر الخلاف بين السنّة والشيعة في لبنان. هل يعتقد أيّ عاقل أنّ رئيس الجمهورية اللبنانية سيؤدّي دور الحَكَم بينهم؟ تخيّلوا روبير غانم مثلاً أو جان عبيد أو سمير جعجع يحكّمون بين أمبراطورية آل الحريري وترسانة حزب الله!
لقد قضي الأمر. لا رئاسة ولا من يرأسون.