strong>بيار أبي صعب
الجمهور اللبناني ممنوع، حتى إشعار آخر، من مشاهدة مسرحيّة ربيع مروّة الجديدة «كم تمنت نانسي لو أن كل ما حدث لم يكن سوى كذبة نيسان»، حسب بيان أصدره أمس صاحب العمل، وهو من ألمع مبدعي جيله محلياً وعربياً...
ويوضح البيان الذي يحمل أيضاً توقيع كريستين طعمة، مديرة جمعيّة «أشكال ألوان» (منتجة العرض مع مهرجانات دوليّة)، أن «دائرة مراقبة المطبوعات والتسجيلات الفنية في المديرية العامة للأمن العام أصدرت قرار المنع ممهوراً بتوقيع المدير العام للأمن العام، اللواء الركن وفيق جزيني في 31/ 07/2007». ورفضت الدائرة طلب الاسترحام، مثلما رفضت تقديم كتاب خطي يبرر المنع. ولم يحصل المعنيان إلأ على «توضيح شفهي مفاده أن المسرحيّة قد تثير النعرات الفئوية، لأنها تذكّر بأجواء الحرب وتسمّي الأشياء بأسمائها». صدّق أو لا تصدّق. الرقابة تتعرّض لعمل إبداعي في بيروت 2007... حرصاً منها على الاستقرار الأهلي!
كتب ربيع مروّة عرضه مع فادي توفيق، استناداً إلى أبحاث زينة معاصري، ويشارك في «تمثيله» الى جانب لينا صانع وحاتم إمام وزياد عنتر. ولعلّه يقدّم هنا عملاً فنّياً استثنائياً بجمالياته، احتفت به العاصمة اليابانية، وتستعد باريس لاستقباله في «مهرجان الخريف». يغوص مروّة في ذاكرة الحرب الأهليّة، متعاملاً بالتساوي مع كل أطرافها. ويدعو إلى عمليّة فحص ضمير جماعيّة، هي المجال الوحيد للشفاء من كوابيس الماضي.
وقرار منع المسرحيّة الذي أثار الاستنكار في بيروت، يطرح السؤال عن مصير الرقابة على المصنفات الفنّية... وعن دور وزير الثقافة طارق متري في الدفاع عن الاعمال الإبداعيّة التي باتت هناك حاجة ملحّة لسن تشريعات تحميها وتنظم تداولها.