ليال حداد
نساء المنصورية بتن بمعظمهنّ متشابهات. والفضل يعود إلى مستحضرات أم سليم! وصلت أم سليم إلى المنصورية منذ فترة ومعها حقيبة مليئة بالعبوات والعلب التي تحتوي على كريمات وماسكات ومنتجات «طبيعية 100%» و«متخصصة لبشرة المرأة اللبنانية». أقنعت أم سليم أكثر من ثلاثين امراة بشراء هذه المنتجات بأسعار مقبولة نسبياً. وكانت تشرح لهنّ طريقة استعمالها بالتفصيل مع التشديد على «ضمانة النتيجة». ومن شروط استخدام المستحضرات بعد «مرغها على الوجه»، الجلوس نصف ساعة في الشمس، وأخيراً تنظيفها بمياه باردة و«بترجعوا بنات عشرين سنة» كما كانت تردد. ولمزيد من الإقناع كانت أم سليم تكرّر عبارتها السحرية: «بعد أسبوع سأعود، إن لم تكن مستحضراتي قد فعلت فعلها فسأدفع لكنّ أموالكنّ».
وما كان من أولئك النسوة إلا أن طبّقن بحماسة ودقّة تعليمات أم سليم، وبعد يومين حصلت المفاجأة: ظهرت البثور الحمراء والبنّية اللون على وجوههنّ، إضافة إلى رائحة كريهة تصعب إزالتها عن الوجه. أما السبب فهو حتماً تلك المستحضرات التي تبيّن لاحقاً أنها مصنوعة من اللبن المخلوط مع الحمّص المطحون والنعنع اليابس وحبات البازلّاء! علت صرخة النساء في أحياء المنصورية وأم سليم... مختفية عن الأنظار.