خالد صاغية
بعض الدول الخليجية قلقة على برويز مشرف. كيف لا، والرجل يشكّل واحداً من الرجالات الذين لا حياة للمنطقة من دونهم. إنّه حسني مبارك باكستان، أو حامد قرضاي، أو فؤاد السنيورة، أو محمود عبّاس... وعلى رغم كونه غير عربيّ، إلا أنّه بمعنى ما جزء من محور المعتدلين العرب. إنّه الديكتاتور الممسك بالجيش، والقامع لصعود الإسلاميّين، والحاضر لتنفيذ رغبات الإدارة الأميركية، نظراً إلى «التلاقي الموضوعي» معها. أليست هذه وصفات الاعتدال؟
ولمّا كان السيّد برويز معتدلاً، فمن حقّ حكام النفط العربي أن يخافوا عليه. فالبديل منه ليس إلا التطرّف الديني. وأمام بديل كهذا، لا بأس من الإمعان في شتم الديموقراطيّة، وارتكاب المزيد من القمع بحق المعارضين السياسيين.
من هذا المنطلق، كان لا بدّ من بذل مساعٍ حثيثة لإبقاء المعارضين لحكم مشرّف في المنفى، ما لم ترتبط عودتهم باتّفاقات وتفاهمات مسبقة. لذا أُرسل «وسيط» لإقناع رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف بالتريّث في العودة إلى بلاده، على رغم القرار الذي أصدرته المحكمة العليا الباكستانية والقاضي بعدم شرعية قرار إبعاده عن باكستان عام 1999.
التقى الوسيط إخوة شريف في لندن، وطلب منهم أن يحترم نواز الاتفاق، وأن يبقى بعيداً عن باكستان. الوسيط يدعى سعد الحريري. أمّا الاتفاق بين مشرّف وشريف، فما زالت نسخة منه بين أوراق الرئيس الراحل رفيق الحريري. وكلّ ذلك لا يمتّ إلا لاستراتيجية واحدة اسمها «لبنان أوّلاً».