ليال حداد
«جنّة قرطبة»، «جنّة شوان»، «جنّة يحشوش»... هي «جنّات»، كما يسمّيها سكانها، تابعة لمناطق تقع على ضفاف نهر إبراهيم (شمال بيروت)، وهي عبارة عن مساحات خضراء تخترقهـــــــا مياه النهــــــر الذي تبقى مياهه غزيرة طوال فصل
الصيف.
وقد شهدت «الجنّات» في موسم صيف 2007 نشاطاً غير مسبوق، حيث أصبحت ضفاف نهر إبراهيم مقصداً للمخيّمين ومحبّي التنزه ورحلات الطبيعة.
وقد ازدحمت تلك المساحات الخضراء طوال الموسم بحيث كان البعض يضطر إلى الذهاب فجراً كي يحجز مكاناً مناسباً هناك!
«يلا بسرعة لازم نوصل بكّير تنلاقي محل منيح»، لعلّها العبارة التي ترددت كثيراً على لسان روّاد ذلك المكان، فهم يعلمون أنّه بات من الصعب (وأحياناً من المستحيل) إيجاد بقعة فسيحة للتخييم أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع الرفاق. والتخييم في ذلك المكان لا يحتاج سوى إلى العدّة والخيم من دون أي ترخيص أو شروط مسبقة. إلا أن الحضور الباكر بات ضرورة للحصول على مكان مناسب حتى لمجرّد قضاء أحد أيام الـ«ويك ـــــ إند» في الطبيعة.
وقد يشهد بعض الزوّار أحياناً بعض الشجارات بين المجموعات. والسبب هو الاختلاف على «ملكية الأرض»، فتُسمع عبارات مثل «نحنــــــــــا جينـا قبـــــــل وحطّــــــــينـــــــا علم تنحجــــــــز الأرض» ليصل الأمر أحيانـــــــاً الى طلب «صكّ ملكية» للأرض كإثبات!
وإضافة إلى التخييم والسباحة في مياه النهر، جذب المكان سياحاً عرباً وأجانب لاستكشاف بعض النباتات النادرة التي لا تنبت إلا على ضفاف نهر إبراهيم.