جوان فرشخ بجالي
لم يعد الخطر الذي يهدد محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق يتوقف على التفجيرات اليومية والمتنقلة، بل تعدّاها ليصل إلى الغرق تحت مياه نهر دجلة، وذلك في حال انهيار «سدّ صدام»، كما يقدر علماء جيولوجيون من فريق الهندسة في الجيش الأميركي. فقد أبدى هؤلاء قلقهم على مصير كل مدن شمال العراق (بمسافة تمتد إلى 300 كلم) من تكريت وسامراء، وقد تصل إلى بغداد، موضحين في مقال نشر في جريدة الإندبندت، أن «سدّ صدام» مبني على «أرض كلسية تتآكل وتذوب بسرعة قصوى، لدرجة أن أساسات جدرانه بدأت بالتصدع بشكل قوي وغير قابل للترميم، ما ينفي القدرة على احتواء الكارثة».
وهذا السد الذي بني في ثمانينيات القرن الماضي من أكبر إنجازات الرئيس السابق صدام حسين، فهو من أضخم السدود المبنية على نهر دجلة. جدرانه ترتفع إلى 120 متراً، ويحوي ما يقارب 11 مليار متر مكعب من الماء، ويبعد السد مسافة 80 كيلومتراً فقط عن مدينة الموصل، ما يجعلها من المدن الأكثر تعرّضاً للغرق بمياهه. وكان التصدع قد بدأ أيام النظام السابق، وكان معروفاً حينها بأن السد يشكّل خطراً لأنه غير ثابت، وكان الإجراء الوحيد المتّبع حينها لتأخير الانهيار يقضي بضخ السيمنت في جدران السد لتقويتها وإبطاء عامل التآكل. وقد نجحت الطريقة، إذ لم ينهر السد حتى اليوم، لكن بحسب خبراء الجيش الأميركي «فالتصدع الذي ظهر أخيراً ينبئ بكارثة قريبة». وحاولت وزارة الموارد المائية في العراق الرد على هذا التنبؤ بالطلب من مجموعة خبراء دوليين إتمام دراسات عن السد لمعرفة مدى جدية الخطر المحدق بهم، فأتت الاجوبة «بأن خفض كمية المياه التي يحبسها السد قد تقلل من خطر الانهيار وتؤخره».