ليال حداد
تنتهي فاطمة ناصر من تعليق آخر قطعة من الثياب في الخزانة الخاصة بها وتبدأ الحديث عن هوايتها الغريبة: «أنا أحب تصميم الأزياء على رغم أن مجال دراستي مختلف كلياً وعملي في المجال المصرفي». حتى الآن لا شيء غريباً في الموضوع، تكمل فاطمة حديثها وتقول: «الثياب التي أصمّمها، أنفّذها بواسطة أكياس النفايات!»، هنا تكمن المفاجأة، فهل صارت أكياس النفايات آخر موضة؟
قد تبدو هذه الهواية «سخيفة» في نظر البعض ولكن الثياب التي صنعتها فاطمة تُظهر الدقة والإبداع الكبير في العمل: عباءات، وتنانير، وسراويل، وقمصان... وغيرها من الملابس التي تبدو للوهلة الأولى جاهزة للاستعمال. وتقول فاطمة: «أعلم أن هذه الثياب لا يمكن استعمالها، لكن من الجميل استخدام مادة قد تسبب القرف لبعض الناس في إبداع شيء جميل أو تصميمه». تتحضّر فاطمة لتنفذ معرضها الخاص. مكان المعرض سيكون منزلها، بسبب قلة إمكاناتها المادية. لذلك ترفض فاطمة تصوير أية قطعة حالياً: «بتروح رهجة المعرض هيك». لم تحدد حتى الآن زمان المعرض، لكن من الممكن حسب قولها أن يكون في أوائل الشتاء.
عند الانتهاء من الحديث عن المعرض تقصد فاطمة غرفة عملها داخل المنزل وتُهيّئ عدداً من تصاميمها. أثواب سباحة: أزرق، وزهر، وأبيض، وأسود... كل الألوان موجودة، حتى إن الأشكال متنوعة جداً، وفي هذه المجموعة عدد أثواب البحر يتجاوز عشرين.
غير أن أكثر ما تفتخر به فاطمة هو الشالات والإشاربات التي تصممها: «هيدا خاص للمحجّبات». تضحك على تعليقها وتكمل: «لديّ كل ما ترغب فيه المرأة من ثياب... مع أنها لن يرتديها أحد». أما الغاية من هذا العمل المتعب كله فهي ببساطة، كما تقول فاطمة، «هواية لا أكثر، هواية للتسلية وفشة الخلق».