خالد صاغية
لمن يهمّه الأمر: أعلن الشيخ سعد الحريري أمس أنّ عروبته «خطّ أحمر». يبدو الإعلان غريباً بعض الشيء، إذ يستدعي سؤالاً حول من ذا الذي يهدّد يا ترى عروبة الشيخ سعد؟
يحار المرء في الإجابة، وخصوصاً أنّ إعلان التمسّك بالعروبة جاء أثناء الحملة التحضيرية للانتخابات الفرعية في بيروت. فهل مرشّح حركة الشعب، الناصرية الهوى، هو من يهدّد مثلاً عروبة تيّار المستقبل؟ هل المعارضة، عموماً، هي التي تتهجّم على العروبة التي يشكّل الشيخ سعد وتيّاره الحصن المنيع للدفاع عنها؟ وهل يخاف الشيخ سعد على عروبته من حسن نصر الله، فيما يشعر بها تنمو في أحضان سمير جعجع؟
لا بدّ من أنّ للعروبة الحضارية التي يرفع لواءها الشيخ سعد متطلّبات جديدة لا يفقهها الكثيرون، ولعلّ أهمّها:
ــــــ الحاجة إلى تكثيف اللقاءات مع ديك تشيني باعتباره الأشدّ حرصاً بين المسؤولين الغربيّين على ازدهار العروبة وسطوع نجمها.
ـــــ ضرورة عقد لقاءات دورية مع ملك الأردن من أجل تعزيز روابط العروبة العقاريّة.
ـــــ تغذية الشعور المذهبي لدى أبناء العواصم العربية حفاظاً على المكوّن الطائفيّ للعروبة.
ـــــ السعي لتعميم حسن استخدام المال الانتخابيّ من أجل عروبة أكثر ديموقراطية.
ـــــ العمل على إضعاف كلّ حركات المقاومة والتحرّر على امتداد العالم العربيّ، ذلك أنّ العروبة الحضارية مرتبطة بثقافة السلام وقيم التسامح مع المحتلّ.
«عروبتنا خطّ أحمر». كوندي تكاد تموت ضحكاً.