ليال حداد
أصبح بإمكان من يريد من اللبنانيين أن يشارك في معركة نهر البارد عبر شاشة الكومبيوتر من خلال لعبة إلكترونية موجودة على مدونة www.14march.blogspot.com
واللعبة قتالية تقضي باستعمال مختلف أنواع الأسلحة وخوض معارك عنيفة للقضاء على «إرهابيي منظمة فتح الإسلام» باستعمال الأسلحة المناسبة، واتباع الخطوات الحربية والحركات القتالية من قفز وركض واختباء.
وتتطلب هذه اللعبة تركيزاً كبيراً من اللاعب إذ إن أي خطأ صغير قد يؤدي الى قتله على يد مجموعة «فتح الإسلام». والمهمة الأساسية للاعب «البطل» تقتضي بقتل أكبر عدد من «الأعداء» أي من مقاتلي «فتح الإسلام» وتدمير كل مواقعهم لإنقاذ مخيم نهر البارد من «المخططات الشريرة للإرهابيين الموجودين في داخله».
وتتألف اللعبة من ثلاث مراحل تتصاعد درجات صعوبتها مع كل مرحلة، إضافة الى مرحلة أخيرة يقوم فيها اللاعب بتركيز سلاحه على الهدف أو الشخص الذي يريد قتله، وإذا نجح بذلك يظهر عنصر فتح الإسلام بوجه ملثّم بشكل كامل مقتولاً ومرمياً على الأرض كما توضح الصور المنشورة على المدونة والمأخوذة من مراحل اللعبة، وعلى اللاعب أن يدمر كل آليات «فتح الإسلام» من دبابات ومراكز أسلحة ومكاتب القيادات. ومع تقدم اللاعب في المخيم وتدمير كل المواقع المهمة تبدأ الأعلام اللبنانية بالظهور تدريجاً على كل جدران المخيم، إضافة الى صور حقيقية لعناصر من الجيش اللبناني يحملون أسلحتهم ويصوّبونها في اتجاه المخيم.
واللافت في اللعبة هو التفاصيل الصغيرة التي تعطي اللاعب انطباعاً بأنه موجود فعلاً في المخيم، وذلك عبر استعمال الألوان الداكنة من الأسود واللون العسكري، إضافة الى تصوير عدد من المباني المشابهة لتلك التي نقلتها شاشات التلفزيون من المخيم محاطة بالإطارات السوداء الموزعة في كل مكان.
الجدير بالذكر أن هذه اللعبة لاقت إقبالاً كبيراً من قبل الشباب اللبناني إذ نُشرت على المدونة بعد اندلاع أحداث مخيم نهر البارد بفترة وجيزة (في الثامن من حزيران) كما جاء في الموقع. إلا أن المشكلة التي يواجهها عدد كبير من رواد المدونة الموجودين في لبنان هي مشكلة تحميل اللعبة على أجهزة الكومبيوتر بسبب حجمها الكبير الذي لا يناسب سرعة الاتصال الإلكتروني في بلادنا. ويحتوي الموقع نفسه على لعبتين أخريين، الأولى مؤلفة من ثلاثة أجزاء أُضيفت تدريجاً منذ بدء اعتصام المعارضة في وسط بيروت، ومضمون اللعبة هو اقتحام بعض الأشخاص للسرايا الحكومية واحتلاله وطرد الموجودين فيه! واللعبة الثانية ثنائية الأبعاد.
ولم تقتصر وسائل التسلية المستوحاة من معركة نهر البارد على ألعاب إلكترونية فحسب، إذ غيّر عدد من الشباب في مختلف المناطق اللبنانية صورهم على نظام «فوتوشوب» عبر إضافة اللحى والشعر المستعار إلى صورهم ووضع أوشحة بيضاء على رؤوسهم ليشبهوا مقاتلي «فتح الإسلام»، ووزّعوا على المنازل هذه الصور التي تحتها عبارة «أشتبه بوجود صاحب الصورة في هذا المبنى»، ما أثار ردات فعل هستيرية بين السكان.