سوزان هاشم
منزل حسن دهيني، أو «بيت القناطر» كما يعرفه الأهالي في جباع، هو «بيت ولا كل البيوت». كل السيارات التي تعبر إلى البلدة تمر تحت هذا المنزل التراثي، المتربّع على قناطر عثمانية.
يعود تاريخ بناء هذا المنزل ومعه القناطر إلى أكثر من 150 سنة على يدي أحمد الجواد، وقد ورثه أحفاده ثم أحفادهم، وهو الآن ملك حسن دهيني الذي يقطن فيه حالياً مع عائلته.
قصة المنزل يحفظها كثيرون، تشييده فوق قناطر لم يكن عبثاً، فالسبب في ذلك، كما يروي حسن دهيني، «يعود إلى خلاف بين أحمد الجواد وشخص من آل الحرّ حول زعامة البلدة التي كانت من نصيب الأخير، فما كان من الجواد إلّا أن بنى المنزل فوق القناطر انتقاماً من الحرّ ليجعله يمر من تحته، بيد أن هذا الحر آثر سلوك الطريق الأطول للوصول إلى داخل البلدة على أن يمر من تحته، كما أوصى بألا تمر جنازته من تحت القناطر». ورغم مرور الزمن «لا يزال أشحاص من آل الحرّ يفضلون عدم المرور من تحت منزلي، وهذا سلوك ينتهجه أيضاً أناس أختلف معهم عدا أن البعض طالب مراراً بهدم المنزل، بسبب موقعه فوق الطريق» يردف دهيني. لم يسلم المنزل من قنابل الطيران الإسرائيلي خلال حرب تموز، فأتت نيرانها على سطحه القرميد وعلى بعض جدرانه الحجرية القديمة التي استبدلت بالباطون، ويقول صاحب المنزل «لم يعوّض أحدٌ علينا، لذلك اضطررنا لترميمه بقدر إمكانياتنا»... رغم ذلك بقي البيت معلماً أثرياً في البلدة ومحجّاً لزوارها، وتقدم كثيرون بعروض لشراء المنزل لتحويله إلى استراحة أو مطعم. تقول ربة المنزل: «رغم أن الضجيج يرافقنا نهاراً ومساءً لكننا نرفض أن نتخلّى عن المنزل ولن نبيعه ولو بملايين الدولارات».