strong>صباح أيوب
بعد حملات «علبة حليب لكلّ طفل» و«كتاب لكلّ طفل» انطلقت أخيراً حملة «كومبيوتر محمول لكل طفل» (One Laptop Per Child (OLPC. إذ شهدت ساحة المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال التنمية البشرية، انضمام منظمة جديدة هدف حملتها ايصال تقنيات الكومبيوتر الى أكبر عدد من الأطفال في الدول النامية، عبر بيع عدد من اجهزة الكومبيوتر المحمول لحكومات تلك الدول بـ100 دولار فقط على أن توزّعها مجاناً على طلاب المدارس الرسمية. وقد بدأت تلك الحملة في مؤتمر دافوس العالمي عام 2005 عندما أعلن أحد المتخصصين في علوم التكنولوجيا والكومبيوتر، نيكولا نيغروبونتي مشروعه «إكس أو» «XO» وهو مشروع «الكومبيوتر بـ100 دولار فقط». وقد لاقت هذه المبادرة الدعم والتشجيع من «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» UNICEF التي رأتها «بأهمية تأمين الماء والدواء للأطفال في الدول النامية». وبدأ المشروع أولى خطواته بتوزيع الأجهزة على عدد من المدارس الحكومية في البرازيل ونيجيريا، وكانت تجربة «ناجحة ومشجّعة» كما تصفها فيرونيك تافو، المتحدثة باسم الـ«يونيسيف».
كيف توصّل المسؤولون عن هذه الحملة الى تصنيع كومبيوتر محمول بمواصفات عملية مقبولة بكلفة لا تتعدّى 100 دولار؟ يشرح نيغروبونتي على موقع المنظمة الإلكتروني (www.laptop.org) أنّ الشركة التايوانية المصنّعة ابتكرت عدّة طرق لـ «تكييف» تقنيات الكومبيوتر مع الميزانية الموضوعة، فاستبدلت مثلاً الشاشة الكبيرة وذات المميزات الخاصة والمكلفة عادة، بنموذج جديد من الشاشات لا يكلّف أكثر من 35 دولاراً، كذلك صُمم الجهاز بقدرة استيعاب أقلّ، أي تمّ تحميله بـ«ذاكرة» صغيرة الحجم. من جهة اخرى سعت الشركة المصنّعة إلى اضافة الألوان الزاهية الى الأجهزة واعتمدت الأشكال الهندسية غير الكلاسيكية والحديثة جداً التي تجذب الأطفال. ولجعل تلك الأجهزة تتماشى مع ظروف الحياة الطبيعية في الدول النامية، استحدثت الشركة المصنّعة طرقاً لوقاية الأجهزة من الماء والحرارة المرتفعة ومن الغبار، كذلك صمّمت شاشة لا تتأثر بأشعة الشمس القوية. أما بالنسبة للبرامج التي وُضعت على الكومبيوتر فقد نُفّذت بإشراف الـ«يونيسف» وهي برامج تعليمية وتربوية وثقافية. وفيما يشهد المشروع إقبالاً كبيراً من بعض الحكومات، وخاصة في القارة الأفريقية، يوجّه بعض المراقبين أصابع الاتهام الى المشروع بتسهيل تسويق الأفلام البورنوغرافية للأولاد، وأضاف البعض «أن تعطي للأولاد في نيجيريا مثلاً جهاز كومبيوتر موصولاً بشبكة الإنترنت يعني أن تتيح له فرصة زيارة المواقع البورنوغرافية دون إعداده نفسياً وعلمياً للموضوع»، الأمر الذي دفع المسؤولين عن المشروع الى العمل على تزويد تلك الأجهزة بنظام مراقبة «يفلتر» المواقع التي لا ينبغي للأطفال زيارتها.
وقد فاجأت المنظمة شركات الكومبيوتر الكبيرة أخيراً، إذ أعلنت عن استعدادها لطرح نموذج «الكومبيوتر المحمول بـ 100 دولار» في الأسواق في موسم أعياد الميلاد المقبلة، وبسعر 350 دولاراً. وتؤكّد المنظمة أنّها «لا تبغي الربح الخاص من ذلك، لكن المردود بأكمله سيعود لزيادة التصنيع ودعم المشروع».