ليال حداد
تحوّل أحد شوارع منطقة جونية في الأيام الماضية الى ساحة للصراع بين... بصّارتين. هنادي العلي وناديا سعدية اثنتان من ضمن مجموعة البصارات اللواتي يفترشن أرصفة الشارع المكتظ بالمارّة لقراءة الكفّ أو الفنجان. وقد أدّى ذلك الخلاف الذي حلّ بين البصارتين والذي لم يُعرف سببه الحقيقي بعد الى انقسام البصارات الأخريات الى حلفين: الأول يضمّ مناصري هنادي والآخر مناصري ناديا، وحوّلت المجموعتان أحد شوارع منطقة جونية الى مركز لتصفية الحسابات، إذ شهد المارّة معارك شدّ شعر وملاسنات واتهامات متبادلة وصولاً الى تهمة سرقة الأموال، وذلك إثر حادث نشل تعرّضت له هنادي من قبل ناديا التي «ضربتها وسرقت منها 3 آلاف ليرة» في الشارع منذ بضعة أيام. ومنذ ذلك الوقت تقع مشاكل يومية في ذلك الحي البعيد عن السكان الذي يقصده المتسوّقون وطالبو التبصير. غير أن الطريف في الأمر هو أن «التوتر» في العلاقة بينهما وصل الى حدّ «التطاول على المهنة»، وذلك عندما ترى إحدى البصّارتين زميلتها تقرأ الكفّ لأحدهم فتأتي مسرعة وتتهمها أمام الجميع وبأعلى صوتها بأنها «كاذبة ولا تتقن فنون المهنة»، ما دفع السكان الى تفادي الاثنتين «خوفاً من أن تؤثّر مشاكلهما سلباً على نوعية العمل وخشية أن تذهب أموالهم هدراً». وحسب قول سكان المنطقة، فإن سبب الخلاف الأساسي لا يعود الى سرقة مبلغ صغير من الأموال، كما تدّعي البصارتان، إنما السبب الحقيقي هو خلاف شخصي نتيجة اتهام إحداهنّ الأخرى «بسرقة زوجها منها».
من جهة أخرى، اعتبر بعض «الزبائن» الدائمين لدى البصارتين أنهم سيعملون في أسرع وقت ممكن على طرد كل البصارات، اللواتي يبلغ عددهنّ سبعاً، من المنطقة بسبــب المشاكل اليومية التي تزعج أهالي الحيّ.