خالد صاغيّة
مع بداية الحرب على العراق، راج في الولايات المتّحدة الأميركيّة شعار (Support our Troops) أو ادعموا قوّاتنا المسلّحة. علّق الأميركيّون هذا الشعار على الجدران، وحفروه في قلوبهم وعلى قمصانهم. وما لبث أن استُخدِم لتخريس أيّ معارضة داخلية للحرب العراقية. فما دام الجنود الأميركيّون يعرّضون حياتهم للخطر خارج الحدود، لا يجوز توجيه النقد للمهمّات التي ينفّذونها.
رفض معارضو الحرب التزام الصمت، وأرادوا في الآن نفسه تأكيد حرصهم على حياة الجنود. فالتزموا بشعار: Support our Troops، بعدما أضافوا إليه Bring them home (أعيدوهم إلى أرض الوطن). أرادت المعارضة أن تقول أنّ من يحرص فعلاً على الجيش الأميركي وعلى حياة جنوده، عليه ألّا يزجّ بهم في حرب غير ضروريّة للحفاظ على أمن البلاد.
ليست الحرب الأميركيّة على العراق فريدة من نوعها. فكثيراً ما زجّت السلطات السياسية جيوشها في حروب لا تخدم إلا مصلحة فئة أو طبقة مهيمنة. لكنّ من يعطي قرار الحرب ويؤيّدها ليس دائماً من يحرص على العسكريّين وعلى مؤسّستهم.
باستطاعة زعمائنا من دعاة الحسم العسكريّ في نهر البارد أن يرثوا جنود الجيش من الآن حتّى قيام الساعة، ما داموا متأكّدين أنّ أبناءهم ليسوا بينهم، بل ينتظرون في مكان ما ليتسلّموا مقاليد البكويّة بعد عمر طويل...
الحريصون على ما يسمّى بـ«هيبة الجيش»، عليهم أن يرفعوا شعار: ادعموا قوّاتنا المسلّحة... أخرجوها من أزقّة المخيّم.