على جنبات سوق «باب اليمن» في صنعاء القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي «تنتشر معاصر زيوت الخردل والسمسم التي تتخذ من «الجِمال» وسيلة أساسية من وسائل الإنتاج. ويعتمد العصّار إبراهيم المجـــــــسمي (22 عاماً) والعشرات غيره من أصحاب هذه المعاصر على الجمال، وتُربط هذه الحيوانات بطريقة بدائية برحى المعصرة التي تنتج زيتاً نقياً.
تنـتج معــــــصرة الحــــــزيزي «الــــــــتي يعـمل فــــــــيها المجسمي زيوتاً بالاعـتماد على معصرة أثرية يحـــــــركها جمل» يدور لأكثر من 7 ساعات ليكون «عماد المعصرة ووقودها».
ويضيف المجسمي في مقابلة نشرتها وكالة «بترا» أنه لم يطرأ أي تعديل يذكر على المعصرة التي أُنشئت قبل 300 عام، بل لا تزال تعمل بالأدوات المكونة من الصخر والحجر وخشب الطلح والبكرة، وتعمل هذه
الأجزاء بواسطة «جمل» لا يمل ولا يكل من الـــــــــدوران ليـــــــــصل الإنتاج الـــــــيـــــومي إلى 5 لــــــيــــــتـــــــرات من «زيوت نقية تُباع بـ 19 دولاراً».
ويحرص أصحاب عشرات معاصر زيوت السمسم والخردل الموجودة في صنعاء القديمة على «صحة جِمال المعاصر»، إذ تتخلل ساعات دوران الجمال استراحات متقطعة يتم خلالها إطعامها «عشب القصب» بحسب عدد من العصارين.
والمفارقة أن الجمال التي تدير المعاصر تكون مغطاة العينين بواسطة ما يسمى «المغاضـي»، وهو «عبارة عن غطاءين دائريين يوضــــــــــعان على عـــــيــــــني الجمل خوفاً من وقوعه جراء الدوران وحتى يشعر بأنه يسير لمسافات أفقية كما يوضح إبراهيم.
ويلفت أصحاب معاصر إلى أن تغـــــيير الجمل ضـــــــــروري، إذ إن «جمل المعـــــــصرة يعمل بطاقة أقصاها عام واحد فقط».