علماء الفضاء لن يتركوا كويكب «بلوتو» وشأنه، فبعدما أخرجوه العام الماضي من قائمة الكواكب التسعة في مجموعتنا الشمسية، وأدخلوه في قائمة جديدة أطلق عليها اسم «الكواكب المقزّمة»، وصنفوه سيداً لهذه المجموعة، لم يطل تربع بلوتو على رأس المجموعة، فقد اكتشف العلماء وجود كويكب آخر يكبره بقليل.إيميلي شالر من معهد كاليفورنيا للتّكنولوجيا كانت تعمل على حساب سرعة حركة قمر ديسنوميا، التابع لكوكب إيريس في مجموعة الكواكب المقزّمة، فاكتشفت مع زميلها البروفيسور مايكل براون أنّ حجم إيريس يزيد على حجم بلوتو بنسبة 27 في المئة.
رغم «مآسيه» لا يزال «بلوتو» يحظى ببعض الاحترام من صنّاع الكلمة، حيث اختير الفعل Plutoed من جمعية اللهجات الأميركيّة ليصبح بمعنى «يصغّر من شأن شيء ما أو ينزّل من مرتبة شخص ما في الجيش أو المدرسة».
وتعني كلمة بلوتو، بحسب الأساطير الرومانية إله الموت، ابن الإله زحل وشقيق جوبيتر ونبتون، وكان يحكم العالم السّفلي أو عالم الأموات.
تجدر الإشارة إلى أن قرار طرد بلوتو من مجموعة الكواكب لم يمر على خير، فبعد أسبوع واحد أطلق فلكيون من مختلف دول العالم حملة مضادة، وكان الهدف منها إعادة كوكب بلوتو إلى «مكانه الطبيعي».
وقال الفلكي مارك سايكز، مدير معهد علوم الكواكب في توكسون، ومنظّم الحملة التي تضمّ 300 فلكي، إنّ «التعريف الجديد لـ«بلوتو» لا يستجيب للمعايير العلمية الأساسية وينبغي استبعاده». جرد العلماء بلوتو من صفة الكوكب التي كان قد اكتسبها بعيد اكتشافه عام 1930، لينخفض بالتالي عدد الكواكب في المجموعة الشمسية إلى ثمانية فقط، بدلاً من تسعة. هكذا يبدو أن كوكب «بلوتو» سيظل محط أنظار علماء الفلك، وسيصعب تعريفه ما دام قد خسر «لقبين» خلال عام واحد، أما محبو هذا الكوكب فقد ملوا «التلاعب» به، وأطلق بعضهم حملة جاء فيها أن بلوتو يسأل علماء الفلك أن يدعوه وشأنه.