ليال حداد
«قرارات» حظر الكلام في السياسة لن تقتصر على المتاجر في لبنان، بل بدأت تمتد نحو «آفاق» أخرى.
فيوليت رزوق خطت الخطوة الأولى وألصقت ورقة على باب مدخل منزلها في الأشرفية جاء فيها: «ممنوع التكلم بالسياسة تحت طائلة الطرد من هذا المنزل».
تأمل السيدة الخمسينية أن تتمكن من «إخماد نار الخلافات والنقاشات المحتدة التي يثيرها أولادها وأصدقاؤهم في منزلها».
تقول: «أحد أبنائي في التيار الوطني الحر وابني الآخر مع القوات اللبنانية، فيما زوجي لا يحب أحداً من السياسيين. أشهد كل يوم الخلافات بين الثلاثة». وبينما خفّت وتيرة الخلافات بين أبناء المنزل الواحد في الفترة الأخيرة، عادت لتشتعل بعد زيارة قام بها أحد أصدقاء العائلة الذي أدلى بدلوه في شؤون السياسة المحلية، فاشتعلت نار الخلافات مجدداً، واضطرت السيدة فيوليت إلى أن تطرد هذا الصديق من منزلها. وارتأت أن الحل الأفضل هو أن تعلّق ورقة تمنع الحديث في السياسة على باب منزلها.
من ناحية أخرى تعلم فيوليت أنها ستواجه مشاكل بسبب هذه الورقة ــ الإعلان. فزوجها وولداها وأصدقاؤهم سيعترضون على هذا التدبير وتقول: «الناس لا يتحدثون إلّا في أمور السياسة وقرفها. أنا فعلاً كفرت ولم أعد أطيق أحداً». تصمت قليلاً لتعود وتستدرك: «أنا طبعاً أناصر أحد الأطراف اللبنانية، لكن ليس إلى درجة أن أتشاجر مع عائلتي أو أصدقائي حول هذا الموضوع. هذه حماقة».
تتمنّى فيوليت أن تحلّ القضايا السياسية وأن ينعم لبنان بصيف هادئ وطبعاً ألا تسبب الخلافات السياسية مشاكل عائلية: «جارتنا تركت منزل زوجها أسبوعاً كاملاً بعدما تشاجرت معه على السياسة... الله ينجينا».
بكلامها هذا تؤكد فيوليت إيمانها بشعار «العائلة أولاً»، لذلك هي تحارب من أجل وحدة أسرتها في وجه التفتّت السياسي اللبناني.