خالد صاغيّة
«من واجب رقابة المطبوعات في الأمن العام اللبناني أن تسهر على كل مقال صحافي وتمنع كل صورة تمس بالأخلاق وتزرع الفتن الطائفية والمذهبية، والقانون يرعاها».
هذا الطلب على الرقابة، ومحاولة إقناع جهاز الأمن العام بـ«السهر» على مراقبة المقالات الصحافية، ليس صادراً عن وزارة الداخلية ولا عن وزارة الإعلام، ولا عن رئيس أو دولة رئيس يحاول قيادة مشروع ديكتاتوريّ جديد. إنّه صادر عن المدير العام لمؤسسة إعلامية.
مطلب هذا المدير العام بسيط: منع وسيلة إعلامية من الدخول إلى لبنان «نهائياً». أمّا السبب، فكونها «تزرع روح الغرب الفاسد في مجتمعنا الشرقي». مرّة أخرى، ومنعاً لأيّ التباس، هذا الكلام ليس صادراً عن ممثّل تنظيم «القاعدة» في لبنان. إنّه صادر عن المدير العام لـ«صوت المحبّة».
الدليل المباشر على هذا «الفساد» الغربي: صورة لإحدى الفنّانات تضع وشم صليب على رجلها. لذلك، يشعر المركز الكاثوليكي للإعلام والمؤسسات الإعلامية المسيحية بحزن شديد. وهي تخشى أن يمثّل هذا الحدث، ومن دون مبالغة، «شرارة للحرب الأهلية المنتظرة».
لذلك، وتداركاً للأسوأ، «نطالب الدولة اللبنانية بمنع مجلّة Voici من الدخول إلى لبنان نهائياً لما تحمله من صور ومقالات لا أخلاقية تفسد شبابنا».
الكرة الآن في ملعب الدولة. الأرجح أنّها ستحسب كم طلباً من هذا النوع تمّت تلبيته لدار الفتوى حتى تتمكّن من الاستجابة أو عدم الاستجابة لطلب المؤسسات المسيحية، وذلك مراعاة للتوازن الطائفي.