رنا حايك
ما بين السياسة والأدب تتنوّع أساليب ومواضيع «الحكي» في مدوّنة ملاك خالد «بس حكي» http://bas7aky.blogspot.com، وتظلل هواجس الثورة والقضية الفلسطينية معظم الكتابات... إضافة إلى الشوكولا، فقد خصصت مقالاً لمديحها، فذكرت أن «لها غوايات كمعرفة الشاب الذي وضع لنا غفلة أول وردة حمراء على شنطة المدرسة». الشوكولاتة التي ما زالت تسحر ملاك كـ«الموعد الأول» فهي «بعد كل النصائح والتنظيرات في الحب والهجر والقسوة والأسى التي تتبادلها الصديقات خلال جلسات الحكي اللانهائية قرب أكوام المناديل التي تعلو مليئةً بالأسرار الممزقة»، وقد برهنت أنها «حل أكيد المفعول» لتضميد جراح الحب والاكتئاب. تعبّر ملاك عن شغفها بالشوكولاتة من خلال لغة وتشبيهات ورموز وانسيابية شعرية تحيل المقال إلى قصيدة غزل: «كلما احتجتها، أقاربها برهبة القبلة الأولى. لمذاقها البهيّ احتفالات في لساني، وهي التوأم السيامي للحرية عندي». وبما أن الحرية موضوع شائك لأي مواطن في مجتمعاتنا العربية، تبدو الشوكولاتة «أسهل منالاً وأيسر وصولاً» منها، فتستحيل «أشهى» جرائم ملاك اللذيذة. تعوّض لذة ذوبان الشوكولاتة عن قسوة الحب والأحباء، وترتبط في الوقت عينه بلذة العشق المنتظر، والمعشوق المتخيل، في لعبة تقول فيها ملاك: «كلما اشتهيتك، أصبر على المزيد من اكتشافك بأن أتخيلك بطعم الشوكولاتة». تفرض جرائم الشوكولاتة اللذيذة نفسها في موقع «بس حكي» ضمن سلسلة كتابات يحكمها هاجس السياسة وانكساراتها والثورات وأحلامها.
تبدو متعة الشوكولاتة بمثابة استراحة محارب، بعد رسالة تشكو فيها ملاك لعمتها ليلى موقف العائلة منها: «لا تعملي زي عمتك وتروحي حياتك بالجنون». تسترق الكاتبة لحظات المتعة من لوح أسود حريري الملمس ينتشلها من وجع فراق صديق أردني «قلبه برائحة الصعتر»، وأصدقاء آخرين تجمعها بهم «أشهى التهم: فلسطين»..