سحر الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو ووسامته وموهبته لم تنفع في إقناع عشاق الماس بالتراجع عن شرائه. ففيلم «الالماس الدامي» الذي قام ببطولته النجم الأشقر الشاب وأخرجه إدوار زويك عرّف المشاهدين في العالم بالدم الذي يُراق بسبب الماس، وبكيفية سيطرة مافيات عالمية على حياة أشقياء من إفريقيا لتحولها جحيماً، وتسرق الأحجار الكريمة من أراضيهم.
القصة المؤلمة ووفاة دي كابريو في الفيلم لم يؤثّرا في مبيعات سوق الماس العالمية، فقد أعلن متحدثون من مجلس الماس العالمي «أن مبيعات الماس لم تتأثر على نحو كبير بالفيلم في ذروة موسم البيع، لكن المستهلكين أصبحوا أكثر اهتماماً بالقضايا الأخلاقية التي تتعلق بالصناعة».
وقد صُوّر الفيلم في إفريقيا ودار حول كيفية تمويل تجارة الماس للحروب الدموية. وأدّى دي كابريو دور مرتزق سُجن بسبب تهريب الماس في سيراليون في غمار الحرب الأهلية التي حصدت أرواح 50 ألفاً وانتهت عام 2002.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدثة باسم المجلس قولها «عُرض الفيلم خلال موسم العطلات الشتوي وهو موسم الشراء السنوي الثالث للالماس في الولايات المتحدة حيث تمثل المبيعات 50 في المئة من المبيعات على مستوى العالم».
مسؤولون عن صناعة الماس تحدثوا، بعد مشاركتهم في الاجتماع السنوي، عن حملة علاقات عامة كبيرة كانت تهدف الى إعلام المستهلكين بالقيود المشددة على استخدام الالماس المستخرج من مناطق الصراع، وأضافوا أن هذه الحملة ساعدت، في ما يبدو، على الحدّ من تأثير الفيلم في المبيعات. وأضافوا «مع ذلك، نسبة تراوح بين 30 و35 في المئة من المستهلكين ما زالت قلقة في شأن الالماس المستخرج من مناطق الصراع، ويجب في الوقت الحالي مواجهة مخاوف العملاء الاجتماعية والأخلاقية والبيئية في ما يتعلق بالصناعة».
وقالت المتحدثة باسم المجلس «يرغب العملاء في معرفة مصدر المنتج وطريقة معاملة العمال والتعويضات وما إذا كانت هناك عمالة للأطفال».
وقال مدير مجموعة «دي بيرز» غاريث بيني «لن يتغاضى المستهلكون عن مصدر الماس ولن يتسامحوا مع التجار إذا تأكدوا أن تجارته تسبب مآسي».