خالد صاغيّة
على عكس ما يتصوّره كثيرون، تبدو فكرة قيام حكومتين مخرجاً مثالياً للأزمة اللبنانية، وذلك لأسباب عديدة:
1ـــ يرتاح اللبنانيّون من سماع نغمتي 8 و14، ومن الفريق الآذاري والفريق الشباطي. سيصبح الانقسام بين حكومتين، حكومة السنيورة وحكومة الطنبورة. وهذا انقسام أكثر حضارة، لكونه يُرمَز إليه بتعابير مؤسّساتية، ما يعزّز طابعه السلمي.
2ـــ ينتهي تصنيف اللبنانيين إلى موالاة ومعارضة. يصبح الجميع موالين. والذي لا يوالي السنيورة، يوالي الطنبورة، ما يحقّق التفافاً حول الدولة.
3ـــ حين تصبح المعارضة موالية لحكومتها الخاصّة، ينتفي معنى الاعتصام في وسط بيروت. وهكذا، يتمّ إنقاذ الموسم السياحي.
4ـــ تصبح مسألة الحكومة محلولة، إذ يداوم الوزراء المستقيلون في وزاراتهم، لكن بوصفهم وزراء في حكومة الطنبورة. ولا مشكلة في ذلك، وخصوصاً أنّ حكومة السنيورة لم تعيّن بديلاً لهم.
5ـــ لا تتضرّر المحكمة من قيام الحكومتين، لأنّ الفصل السابع فوق الجميع.
6ـــ عقدة المشاركة المسيحيّة يتمّ تجاوزها هي الأخرى. فإذا جمعنا عدد الوزراء في الحكومتين، فسنجد أنّ الوزراء المسيحيّين أكثر عدداً من الوزراء المسلمين، فضلاً عن أن الحكومة الثانية يترأسها مسيحي.
7ِـــ الاستحقاق الرئاسي يفقد أهميته، ويكفّ تالياً عن كونه مشكلة. يبقى أن نضمن للبطريرك أنّ الطنبورة سيشارك في حضور قدّاس مار مارون، وأنّ السنيورة لن يعترض على ذلك.