صباح أيوب
ماذا لو نجح علماء «سيرن» CERN في تجربتهم الصيف المقبل؟ الجواب، سنكتشف كيف «خُلق» الكون!
«سيرن» هو الاسم المختصر لـ«المركز الأوروبي للأبحاث النووية»، مقره في سويسرا قرب جنيف. وهو يضمّ أحد أكبر المختبرات في العالم، إضافة الى مجموعة من العلماء الفيزيائيين الذين يعملون منذ 13 سنة على بناء آلة ضخمة، شبيهة بنفق كبير حُفر بعمق 300 قدم تحت الأرض كلّف بناؤها (من دون التشغيل) 8 بليون دولار حتى الآن وهي تسمّى «آلة التصادم». وإذا سار المخطّط كما رُسم، ستُطلِق هذه الآلة، في الصيف المقبل، جُزيئات نووية على مسافة 17 ميلاً تحت الأرض بقطر يمتدّ من مركز الأبحاث وصولاً الىفرنسا على أن تعود تلك الجزيئات عبر النفق الى سويسرا. وأثناء هذه العملية ستتصادم الجزيئات مع بعضها، وبتعرّضها لحرارة معيّنة وسرعة مدروسة ستتوصّل الى خلق الشروط البيئية نفسها التي وُجد فيها العالم بعد أقلّ من ثانية على ولادته. ويُتوقّع أن تترك هذه العملية، إذا نجحت، آثاراً في الجبال المحيطة وعلى أجهزة الكومبيوتر الخاصّة والتي جُهّزت لهذه الغاية. وهكذا سيتمكّن العلماء من الحصول على عيّنات لم يستطع أحد الحصول عليها بعدما «برد» الكوكب الذي نعيش فيه، أي قبل حوالى 14 بليون سنة. وبالتالي ستولد للعلماء أسس جديدة ينطلقون منها لدراسة ظاهرة «كتل الظلام الغامضة» التي تطوف في الفضاء، وستُدرس نظريات جديدة تتعلق بقياس الوقت.
أمّا إذا فشلت التجربة، فإضافة الى الخسائر المادية الضخمة، سيُغلق الأفق أمام أي محاولة جديدة في هذا البحث وقد تُفقد الآمال من الحصول على تفسيرات حول الكون وتكوينه.