خالد صاغيّة
من هو بطل تمثيل «المعتدلين العرب» في لبنان؟ ذاك الذي ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة كلّما صافحه الملك السعوديّ، ويحلم بوظيفة في البلاط الملكي الأردني. ذاك الذي يصاب بالنشوة كلّما ربّت مسؤول أميركي كتفه، وتأتيه الرجفة كلّما سمع كلمة اعتراض على النظام القابض على العالم.
من هو بطل النيوليبرالية في لبنان؟ ذاك الذي طبّق بأمانة مطلقة السياسات الاقتصادية التي تستهدف الفقراء وذوي الدخل المحدود، وتُسلِّم مقدّرات البلاد إلى الأكثر ثراءً. ذاك الذي ضرب بعرض الحائط مكتسبات العمّال والموظّفين، وأوصد الباب أمام صمود ضماناتهم الاجتماعية.
من الذي يتبنّى خطاباً عنصرياً تجاه أبناء الضواحي؟ ذاك الذي يموت حباً بالفقر الذي لا يطالب الدولة بشيء، ويزدري الفقراء الذين يطمح إلى عزلهم وراء جدران مرتفعة كي لا تؤذي مناظرهم أعين السيّاح.
من الذي يرفع شعار بناء الدولة الحديثة ليمرّر أولويّاته المنسجمة مع التصوّر الأمبراطوري للمنطقة؟ ذاك الذي لا يسأل عن التضحيات المطلوبة من الناس، طالما أنّ دفاتر الشروط العالميّة محترمة.
من الذي يسدي خدمات مجانية لإسرائيل عبر إضعاف مقاومتها في لبنان؟
ماذا بقي بعد حتّى يكتمل الـ.c.v؟ مكافحة الإرهاب للحصول على تنويه من القيادة العليا. ربّما كان تنظيم القاعدة ناشطاً في لبنان. لكن حتّى لو لم يكن كذلك، ينبغي اختراعه للأسباب الواردة أعلاه.