strong>رنا حايك
ستقطبت المجموعات النقاشية حول تنظيم «فتح الإسلام» و«أحداث مخيم نهر البارد» عدداً كبيراً من اللبنانيين وبعض الفلسطينيين والأردنيين من المشتركين في موقع «facebook».
حرّف مؤسّس إحدى المجموعات اسم الجماعة ليصبحوا «فتح النسوان» على سبيل الدعابة، وأدرج مجموعة من النكات التي ظهرت وتناقلها اللبنانيون عبر البريد الإلكتروني، وفيها سخرية من أزياء الجماعة التي «تعلن افتتاح عرض أزياء للدشاديش القصيرة والأحزمة الناسفة لموسم الصيف»، أو عن غموض هويتها إذ تعلن في بيان لها «أنها سوف تساند الجيش اللبناني في معركته ضد إرهابيي فتح الإسلام» أو تطالب بـ«نقل دبابة تحمل اللوحة رقم 32454 من مكانها لأنها تقفل على سيارة هوندا أكورد في الباركينغ»، كما يتناول بعضها ثقافة العنف التي تنتهجها إذ «يفجر أبو زقزق نفسه ابتهاجاً بولادة ابنه زقزق». وتمحورت نكات أخرى حول «توعّد فتح الإسلام بقصف نايت كلوب وايت هورس إذا لم يرسل الجيش ببعض الروسيات إلى مخيم نهر البارد». بعض النكات تناولت أيضاً حالة التّوتر التي تسيطر على عقول اللبنانيين بسبب الانفجارات المتكررة فطالبتهم بالـ «إتصال على 1214 أو إرسال رسالة قصيرة تتوقع مكان الانفجار التالي. جوائز قيّمة بالانتظار، ومن يحزر سيفوز بمشاهدة الانفجار مباشرة. أما من يحزر ليومين متتالين فسيكافأ بالضغط على زرّ التفجير». مجموعة أخرى تقصّدت الإساءة إلى الفلسطينيين عبر facebook f تحوير كلمة فلسطيني. وهي المجموعة، «لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان»، وتعرّف نفسها بأنها «ليست عنصرية أو طائفية»!، فهي فقط «تعبّر عن رأي بعض اللبنانيين في ما يخص الفلسطينيين الذين يثيرون الشغب في لبنان ويقتلون الجيش اللبناني». ينفي حراس الأرز ،كما يسمّون أنفسهم صفة العنصرية عن مجموعتهم التي «تدعم تنظيف لبنان من أي وجود فلسطيني». أعضاء المجموعة 800 يقيمون في لبنان وخارجه، وتتفاوت مواضيع النقاش بين العنصري منها والأكثر عنصرية، فيتساءل إيليا عن «مادة كيماوية تلقيها الطائرات اللبنانية فوق المخيمات الفلسطينية لتجعل النساء الفلسطينيات عاجزات عن طرح بويضات صراصير» ، بينما يندم رفيق على مجازر صبرا وشاتيلا، فقد كانت «غلطة، لأنها تركت بعض الديدان أحياء» ويستعيد شربل شعار «إن كنت لبنانياً، اقتل فلسطينياً». تفاجأ كريستيان، الذي أسس المجموعة، من عدد الأعضاء الذين تهافتوا للانضمام إليها، فتواجهه زينب، إحدى المشاكسات ممن يدخلون المجموعة بهدف نقد اتجاهات أعضائها: «تعتقدون أنكم كثيرون؟ اشتركوا بمجموعة عن حزب الله أو السيد حسن لتعرفوا ما معنى أن تكونوا كثيرين!». لم يكتف «المشاكسون» أمثال زينب بخرق المجموعة، بل نظّموا مجموعة مقابلة تطالب بإقفال «لن يبقى فلسطيني في لبنان»، وضمّت ستمئة عضو حتى الآن يهتفون «فليحيا لبنان ولتحيا فلسطين».
في هذه الأحيان، وبينما تعصف بالموقع حرب كلامية شعواء، ظهرت النكتة التالية «إعلان فتح الإسلام نيتها تدمير جميع المواقع اللبنانية على facebook في حال استمرار قصف مخيم نهر البارد...».