خالد صاغيّة
أن يقول النائب سعد الحريري إنّ «إعطاء المعارضة صيغة 19-11 هو انتحار سياسي» مسألة فيها وجهة نظر من جانب فريق السلطة. فمن حقّ السلطة أن تستمرّ في ترداد لازمتها حول سيطرة المعارضة على رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، وسعيها لتعطيل الحكومة من خلال امتلاك الثلث الضامن أو المعطّل. لكن، ينبغي أن يضاف إلى هذا التصريح معلومة بسيطة، وهي أنّ الانتحار ليس دائماً أسوأ الحلول.
لكنّ زعيم الأكثرية النيابية لم يشأ التقدّم بهذه الإضافة، بل اختار إضافة أخرى، إذ تابع قائلاً إنّ صيغة 19-11 هي «تكملة لمشروع قتل رفيق الحريري».
في الواقع، ليس واضحاً ما إذا كان الزعيم الأكثريّ واعياً لمعنى هذه الإضافة «الأخلاقيّة». لكن لا بدّ لأحد أن يبلغه أنّ كلامه يعني الآتي:
أوّلاً، إنّ المعارضة اللبنانية إذ تطالب بالثلث المعطّل، تُعتبَر شريكة في الجريمة. النتيجة: نصف الشعب اللبناني اغتال رفيق الحريري.
ثانياً، إنّ أيّ وسيط بين الموالاة والمعارضة يقترح مخرجاً للأزمة الحالية عبر الضغط للموافقة على الثلث المعطّل، يصبح هو الآخر، من حيث يدري أو لا يدري، شريكاً في الجريمة. النتيجة: قد يكون عمرو موسى ضالعاً في اغتيال رفيق الحريري.
ثالثاً، إنّ الموالاة اللبنانية إذا ما وافقت لاحقاً، لسبب أو لآخر، على مطلب المعارضة، فإنّها تصبح هي الأخرى شريكة في قتل الرئيس رفيق الحريري. النتيجة: بإمكان سيرج براميرتس العودة إلى البيت. الشعب اللبناني برمّته (موالاة ومعارضة) اغتال رفيق الحريري.