ليال حداد
حكواتي المقاهي غادر المدن العربية منذ سنوات أو عقود، توارى عن الأنظار ليعود في زمننا هذا مرتدياً سروال جينز، بعدما حطّ به الرحال في بيروت. يقف عبد الرحيم العوجي في وسط المكتبة الخاصة في مقهى «ة- مربوطة» في شارع الحمراء. تشخص إليه عيون الحاضرين. يبدأ بإخبار قصته الأولى. يخيّم صمت كبير في المكتبة. القصة الأولى مستوحاة من رواية “مئة عام من العزلة” لغابريال غارسيا ماركيز. الثانية من كتابات زكريا تامر وتتحدث عن امرأة تعرضت لاغتصاب من قبل كل من صادفتهم إلى أن أتى إليها ملاك الموت وقرر أن يتركها تعيش عقاباً لها كي تتعذب.
الثالثة من تاريخ الهنود الحمر. روى العوجي كيف أصبحت النار أمراً أساسياً في حياة سكان القارة الأميركية الأصليين. في ربع ساعة فقط أنهى الحكواتي الشاب اخبار قصصه.
«أنا لست حكواتياً، أنا قاصّ». بهذه العبارة يعرّف العوجي عن نفسه. اكتشف موهبته في اخبار القصص في ورشة عمل للحكواتيين دُعي إليها منذ أربع سنوات: “كانت يومها كلفة المشاركة في ورشة العمل مئة دولار، ولم أكن أملك المبلغ فتمت دعوتي من دون أن أتكلّف شيئاً. ومن يومها أحببت اخبار القصص واكتشفت موهبتي الجديدة».
العوجي قاص ولكنه يحب لقب الحكواتي الذي غالباً ما يلتصق بالشيوخ وكبار السن. هو حكواتي مودرن كما يقول كل من سمعه.
ويقرّ بلال الأمين أحد مالكي المقهى بنجاح تجربة الحكواتي التي تمت للمرة الأولى في المقهى: “عنوان نشاط الحكواتي كان «تلك الأقاصيص الأولين» إلا أنني بعد أن سمعت عبد الرحيم اكتشفت أنه حكواتي شاب يخبر قصصه بطريقة تناسب المستمعين الشباب».