strong>غسان سعود
سعت الحكومة الماليزية وشركة الاتحاد للطيران هذا العام للترويج للسياحة في ولاية “باهانج” أو “ولاية الحدائق” الواقعة شمال شرق ماليزيا على بعد قرابة 260 كلم من كوالالمبور. وهي أكبر الولايات مساحة في شبه الجزيرة الماليزية. اليوم الأول في كوانتان عاصمة باهانج قد يكون مخيّباً للآمال ومملاً بالنسبة إلى زائر غريب، إذ تبدو الشوارع منعزلة بعضها عن بعض وفارغة إلا من بعض السكان الذين لا يتكلمون غير لغتهم الأصلية. تبدأ زيارة المدينة من شاطئها الشرقي حيث جزيرة تيومان الأكبر بين 64 جزيرة مجاورة لها. وتتميز تيومان بأشجار النخيل وجوز الهند، فيما يسمح القارب الزجاجي العائد لفندق “برجايا تيومان” بمشاهدة أعماق الحياة البحرية والشعب المرجانية ذات الألوان الخرافية. وقرب قرية “موكود” يمكن الغطاسين تفحّص حطام السفن اليابانية والأميركية التى غرقت فى الحرب العالمية الثانية. ومن الجزر إلى مرتفعات “كاميرون هايلاند” حيث توجد واحدة من أكبر خمس مزارع شاي في العالم. وفي الطريق إلى أعلى نقطة في “كاميرون” وهي على ارتفاع 2000 متر تظهر عدة شلالات مميزة، تظلّلها كاميرون من جهة وبلدة جنتينج هايلاند الواقعة على ارتفاع يصل الى 1860 متراً من جهة أخرى. وتعتبر جنتينغ من أهم المنتجعات السياحية في ماليزيا، وفيها مدينة ألعاب هي الأحدث في العالم، بحسب الماليزيين. وتضم “الصاروخ الفضائي”، القوارب التى تصعد إلى ارتفاع يزيد على 20 متراً ثم تهوى فجأة بمن فيها إلى الناحية الأخرى من الممر، قطار المناجم السريع الذى يتحرك بسرعة جنونية وسط منجم، وقطار الموت الشهير. ويراهن الكوانتانيون على هذه جميعها لجذب مزيد من السياح، ويراهنون أيضاً على تحوّل حديقة “تامان نيجارا” التي تمتاز بغاباتها العذراء وأنهارها الجارية وبحيرة “تاسيك تشيني” التي تضم 13 بحيرة و14 شلّالاً، إلى مساحة خاصة بالألعاب الرياضية المائية كالتجديف وغيرها. وبموازاة انشغال الكوانتانيين بالكلام على مزايا مدينتهم وجمالها، يكشفون عن إيمانهم بقدرة الحكومة على تطوير وضعهم الاقتصادي، وخصوصاً أن الباهانج من أفقر الولايات الماليزية وأكثرها تأثراً بالفيضانات. وفي هذا السياق، يفخرون بقرار الحكومة الماليزية حضّ الجامعة الإسلامية العالمية على اختيار كوانتان مقراً لمعظم كلياتها، الأمر الذي يدفع بالماليزيين من مختلف الولايات الثلاث عشرة إلى قصد هذه المدينة والاستقرار فيها بهدف متابعة تحصيلهم العلمي. وقد صار عدد الطلاب في هذه الجامعة سبعة آلاف يأتون من قرابة سبعين بلداً. وتبلغ مساحة مبنى كلية الطب وحدها مساحة 400 هكتار. ويدعم البنك الإسلامي للتنمية والمجلس الدائم لصندوق التضامن الإسلامي بقوة تطوير هذه الجامعة. فيما تحظى “نور مالينا حسن” باهتمام الكوانتانيين أيضاً، ويشجعون زائريهم على قصد المركز التجاري الذي توجد “نور” فيه لمشاهدتها تتحرك بهدوء في صندوق زجاجي محاطةً بستة آلاف عقرب. وفي المراكز التجارية مجموعة كبيرة من المطاعم التي تقدم للسياح أطباقاً لا يتخطى سعر أغلاها خمسة دولارات. ويدمن معظم أهالي هذه المدينة ذات الرطوبة الخيالية على شرب البيرة ولعب الزهر.