جوان بجالي
مليون دولار أميركي سنوياً هو المبلغ الذي تجنيه مديرية الآثار الإسرائيلية بسماحها للسياح بالمشاركة في عمليات الحفر في كهف بيت غورفين. فعلى كل من يرغب في الانضمام إلى علماء الآثار دفع مبلغ 25 دولاراً أميركياً يومياً. المبلغ الذي يدفعه السائح يسمح له بالقيام بأسوأ المهمات في الموقع كغسل قطع الفخار أو رفع الأتربة أو ترتيب الأوراق في المخازن، ولكن السياح لا يعترضون أبداً، بل إنهم يرون في تلك التجربة ما يقرّبهم أكثر فأكثر من الله، لكونهم في الأراضي المقدسة.
وقال مدير البعثة ايان شتورن لجريدة “يوتاه” الأميركية “إن تجربة إشراك السياح في الحفريات الأثرية بدأت قبل 25 سنة، وهي ناجحة جداً، ويشارك فيها أكثر من 40.000 شخص سنوياً”. وقال ستورن إن مشاركة السياح في أعمال الحفريات تعرّفهم أكثر بعلم الآثار، وذكّر بأن السائح في بولندا أو الولايات المتحدة يدفع ثمن إقامته في الموقع ويشارك في الحفريات. الوضع في إسرائيل ليس كما يصفه شتورن. فالسياح الذين يشاركون في الحفريات هم إما يهود يأتون لزيارة “دولة اليهود في الأرض”، وإما تلامذة مدارس دينية مسيحية متطرفة يزورون إسرائيل لتقديم الدعم لها و“الاقتراب من الرب”. ويعتبرون أن اكتشاف قنديل من الفخار على بعد كيلومترات من مدينة القدس يعني “التواصل مع الجذور”، بحسب أقوال شتورن نفسه. ويأتي اختيار موقع كهف بيت غورفين ليتناسب مع هذا المخطط السياسي. فهو كهف كان يستخدم في الفترة الهيلينية، أي قبل 2300 سنة، وغني جداً باللقى الأثرية، وهو رطب، وإنارته خافتة.
ولكن الكلام الذي يُقال للسياح مغاير: فشتورن يشرح لهم أن هذا الكهف يقع قرب مدينة ماريشا، حيث ولد الملك هيرودوس العظيم. ويؤكد لهم أنهم يحفرون المواقع التي قرأوا عنها في الكتاب المقدس حينما كانوا يصلّون.
تختلط الأمور على السياح الذين لا يملكون معلومات عن عالم الآثار، فيصبح العثور على سراج بسيط بالنسبة إليهم “اكتشافاً عظيماً”.