خالد صاغيّة
من حقّ قوى الأكثرية أن تنشئ تقسيماً للأدوار بين زعمائها، فيتسلّم سعد الحريري ملفاً، ووليد جنبلاط ملفاً. ثمّ يدخل السنيورة على الخط، ويأخذ ملفاً هو الآخر. سمير جعجع، بدوره، يستطيع أن يأخذ نصيبه ودوره. وما دامت اللعبة تتّسع لشخصية من طراز كارلوس إدّه، فلمَ لا تتّسع للحكيم؟
هذا كلّه مفهوم. لكن، حفاظاً على ما تبقّى من حياتنا السياسية، ودفاعاً عن قيم 14 آذار نفسها، ينبغي أن تكفّ الأغلبية عن حصر مهمّات السيّد سمير جعجع بالردّ على السيّد حسن نصر اللّه. يمكن التحالف الأكثريّ الاستفادة من مواهب الحكيم في مجالات أخرى، وما حدث يوم الثلاثاء الأسود خير دليل على ذلك. لكن، رجاء، أبعدوه عن السجال مع السيّد.
«حزب الله ماشي بعكس اتجاه التاريخ»، يقول الحكيم العارف بالخط البيانيّ للمسارات التاريخية. ولذلك، فإنّ «استراتيجية حزب الله لن يُكتب لها النجاح». لكنّ المسألة ليست هنا. فالحكيم المسكون بالتاريخ وهواجسه، ما لبث أن أعلن في إجابته عن سؤال صحافي: «ما حدا إلا ربنا بيتحكّم بالتاريخ».
خلاصة التحليل السياسي إذاً: يتحكّم اللّه بالتاريخ، ويأخذه في وجهة معيّنة. يسير حزب اللّه في اتّجاه معاكس للاتّجاه الذي حدّده اللّه للتاريخ. ولذلك، فإنّ فشل مشروعه محتوم. هكذا يصبح موضوع حزب الله ومشروعه ثانوياً. فأمام تحليل كهذا، ما الحاجة للمشاريع، وما الحاجة للسياسة أصلاً؟
هل من حقّ وليد جنبلاط بعد اليوم الانزعاج من فكرة «النصر الإلهي»؟