علي عطوي
يتذكر أهالي صور مدينتهم كما كانت قبل ان تخترق الألوان عدسات الكاميرات، ويتوافد الكبار والصغار على معرض «صُوْر في صورَة».
«الأبيض والأسود زمن الإلفة والمحبّة والوعي»، هذا ما قاله الباحث منير بدوي، أثناء عرضه مجموعة صور فوتوغرافيّة تعود لمراحل غابرة من تاريخ مدينة صور.
ويشرح بدوي لمجموعة من الشباب تحلّقوا قبالة الصور، كيفَ كانت مدينتهم في الماضي القريب، حيثُ كانت الرياضة أكثر النشاطات متابعةً واهتماماً، فيشير بيده إلى كل صورة، ويتوقف شارحاً «هذه الصورة تؤرّخ لمهرجان التزلّج المائي الذي أقيمَ عام 1964، وتلكَ تخلّد مشاهد مباريات المصارعة وكرة الطائرة». ويربط بين الماضي والحاضر ليقدّم مفارقة زمنيّة، بين أجيال الخمسينيات والستينيات وجيل اليوم.
المعرض الذي تنظّمه جمعيّة التضامن الثقافيّة وموقع «يا صور دوت كوم»، يندرج في إطار «إحياء الذاكرة التراثيّة للمدينة، وإبراز معالمها الثقافية والاجتماعيّة والسياحيّة». ويتحوّل في بعض الأوقات إلى لقاء يجمع أجيالاً عايشت الزمن الماضي بمرارته وحلاوته، ويعيد إلى أذهان كبار السنّ منهم، ذكريات الصبا.عُلّقت في زاوية من أرجاء المعرض، مجموعة من الصور التي تُعرَض للمرّة الأولى، وتؤرّخ لثورة عام 1958 في صوْر، والأحوال التي كانت عليها في حينها، بعدسة المصور محمد الترجمان.
وسيُكرّم الترجمان الذي يعمل مصوّراً منذ عام 1948، ضمنَ فعاليات المعرض الذي يستمرّ إلى الأسبوع المقبل، وفي برنامج النشاطات عرض أفلام وثائقيّة تحاكي أصالة الماضي وحداثة الحاضر، يليها توزيع جوائز لأفضل خمس صور مشاركة في المعرض، ويختتم بحفل موسيقي يحييه محمود شاهين.