ليال حداد
يصدح صوت المطرب في المطعم في منطقة أنطلياس: «منرفض نحن نموت...»، تعلو الصرخات والهيصات في قاعة المطعم وتعلو معها إشارات الأيادي: علامة التيار الوطني الحر، أو دلتا القوات اللبنانية، أو علامة المردة. ففي ظل الأوضاع السياسية المتوترة كان من المستحيل أن يبتعد الانقسام عن سهرات الشباب. إلا أن الجديد هو أن هذه الإشارات السياسية باتت طريقة للتعارف بين الشباب والفتيات، إذ إنها تسهِّل معرفة الانتماء السياسي للآخر. «تعرفت إلى روني في هذا المطعم بالذات، فعندما بدأ المطرب إنشاد أغنية سيف البوادي، قمت برسم إشارات التيار الوطني الحر، فيما رسم هو إشارة المردة فتشجع، وتقدم نحوي وبدأ بيننا حديث السياسة، وشربنا نخب الجنرال وسليمان بيك»، تصمت برهة وتبتسم مضيفة: «وصار نصيب». هكذا تلخص ميريام يونس قصتها مع الحب والسياسة. العشرات من اللقاءات السياسية المشابهة تتم خلال السهرات في النوادي هذه الأيام. وبما أن مطربي المطاعم والمقاهي يعرفون أن هذه الأجواء تجذب الزبائن، ولا سيما الشباب، فإنهم يعمدون إلى تأدية عدد كبير من الأغاني ذات الطابع السياسي.
قصة ميرا زينون وفادي حتي لها نكهة أخرى. فميرا مناصرة للتيار الوطني الحر، وفادي ناشط في القوات اللبنانية. يتحدث فادي بمرح كبير عن تجرته: «كنا سهرانين، وحين رأيت ميرا أعجبني شكلها وقررت دعوتها للرقص، إلا أنها مع بدء أغنية راجع يتعمر لبنان قامت برسم إشارة التيار الوطني الحر بأصابعها، صُعقت في البداية، فأنا قواتي، ومن المستحيل أن أحب عونية»، يضحك كثيراً لفكرته الأخيرة ويضيف: «لكن الحب أقوى من القناعات».