خالد صاغيّة
بات شائعاً القول إنّ في لبنان مشروعين متصارعين. يحلو للبعض اعتبار الصراع سياسياً، فيما يشدّد آخرون على طابعه الطائفيّ. أمّا الفضيحة فهي حين يحاول أيّ من الطرفين الادّعاء بأنّ مشـــــروعه هو مشروع الدولة في مواجهة الـــــــــلادولة. الفضيحة الأكبر حين يجرؤ أحد الطرفين على ادّعاء التفوّق القِيَميّ على الآخر، بحــــــــجّة النطق بأساليب الحداثة في مواجهة رعاة الظلاميّة.
وإذا كان وليد جنبلاط هو بطل هذا التصنيف الأخير من دون منازع، فإنّ آل الجميّل أدّوا دورهم في دفع هذه الحجّة حتّى حدودها العنصريّة. ففيما لا تزال عبارات النجل الشهيد عن الكمّ والنوع حاضرة، لم يتوانَ الأب عن دعوة اللبنانيّين إلى مراقبة لباس مذيعي ومذيعات «المنار» ومقارنتها بلباس مذيعي ومذيعات الـ«أل. بي. سي»، لتبيُّن الفارق بين المشروعين اللبنانيّين.
جنبلاط نفسه، وتأكيداً على قيادته الجناحَ الحداثيّ في حركة 14 آذار، خاطب رعيّته أخيراً مؤنّباً: «من يبِع أرضه، يبِع كرامته». أمّا طلاب القوّات اللبنانية، المتبرّمون هم أيضاً من الظلاميّة، فلم يجدوا إلا فيلم «شربل» ليعرضوه في ذكرى اعتقال قائدهم. وفي هذه الأثناء، يتابع تيّار «المستقبل» استنفار أكثر رجال الدين تشدّداً لحماية سلطته.
لنضع التنوّر جانباً، ولنلتفت إلى بناء الدولة الذي يتكبّده اليوم فريق واحد منفرداً. احتار بناة الدولة في البحث عن مدير عام لوزارة التربية، فلم يجدوا أكثر أهليّة من مستشار نايلة معوّض! لقّحوا أطفالكم.