محمد محمود
تعوّد المواطن المصري أن تداهمه وسائل الإعلام بين فترة وأخرى بحملات للقضاء على الأمية. تركّز الحملات على أنه لا يصح لبلد مثل مصر أن يكون من بين أكبر تسع دول تعاني الأمية على مستوى العالم، وأن كل ثلاثة مصريين بينهم واحد لا يجيد القراءة والكتابة.
المصريون الذين يسخرون من كل شيء حوّلوا عبارة «محو الأمية» إلى «نحو الأمية» كما ينطقها البسطاء في الريف.
وقد أصدر محافظ الغربية الشافعي الدكروري قراراً يجبر أستاذ المدرسة على أن يعلّم خمسة من جيرانه وأصدقائه، وفي حال فشله سيكون عقابه الطرد من الوظيفة، وبمعنى أدق، فإن رفض الأساتذة لهذا القرار يعني بقاء نسبة الأمية على حالها وزيادة نسبة البطالة بين المدرّسين.
وقدم المتضررون شكاوى تركزت على استحالة تنفيذ مثل هذه الأمور بالإجبار، متسائلين ماذا يفعل المدرس إذا فشل في مهمته لأي سبب. وقالوا إن صاحب القرار يحاول محو الأمية بالقوة ومساعدة الحكومة، ولكنه يضر بمستقبل 2000 شاب وفتاة هم من الأساس ينتظرون التعاقد الدائم فباتوا يحلمون فقط باستمرار عقود العمل المؤقتة.