جوانّا عازار
سيارات صغيرة، متوسّطة أو كبيرة تجتمع بالمئات عند جورج طانيوس زغيب في بلدة عمشيت، كل “الموديلات” تتزاحم لديه، هناك القديمة ك Ford Masting, Fire Bird، أو الجديدة ك Alpha Romeo Smart, Saab…
ولع جورج (48 سنة) بالسيارات منفصل عما اختار امتهانه في حياته العملية، فهو مجاز بالعلوم السياسيّة والإداريّة وموظّف مع القوّات الدوليّة. يقول إنّ السيّارات التي يجمعها أو auto- miniature جميعها ذات قيمة. ولديه أكثر من مئتي مجسّم لسيّارات ومعظمها صنّعت بكميّات قليلة جدّاً، ومن هنا تكمن قيمتها الماديّة الكبيرة، وتقدّر حسب قوله بآلاف الدولارات. كان جورج في العاشرة وكان والده يشتري له السيّارات الصغيرة matchbox، وعندما كبر أكمل المجموعات الخاصّة به من مجسّمات السيّارات، حتّى باتت هذه الهواية شغله الشاغل، فهو يخصّص لها قسماً كبيراً من اهتماماته، يزور معارض عديدة متخصّصة بهذه السيّارات في أوروبا، وخاصّة في ايطاليا، ويشتري منها سيّارات قيّمة ونادرة، ومنها مثلاً سيارة دودج غالينت ال 1971، اشتراها بنحو 50 يورو، سيّارة كاديلاك سنة 1953، سيّارة مرسيديس الـ1964... وغيرها من مجسّمات صغيرة للسيّارات العالميّة المعروفة التي تتراوح أسعارها في المعارض الإيطاليّة مثلاً بين 5 و200 يورو للسيّارة. أمّا في لبنان فلا توجد متاجر متخصّصة بهذه السيّارات حسب جورج، وهو يشتريها من متاجر الألعاب.
ويؤكد عاشق السيارات أن “لهذه الهواية بورصة عالميّة، وتُباع بعض السيّارات كالقطع الفنيّة بالمزاد العلنيّ، وخاصّة تلك التي توقّف تصنيعها والنادرة الوجود”. ويضيف أنّ هذه الهواية تلقى رواجاً كبيراً في بلدان عدّة خارج لبنان مثلها مثل هواية جمع الطوابع، ويتمنّى جورج أن يتمّ تأسيس ناد يجمع هواة ممن يحبّذون هذه الهواية.
في مجموعة جورج أيضاً مجسّمات لسيّارات مصنوعة من الكريستال والبورسلان والأحجار، وهو يوصي رفاقه عندما يسافرون أن يحضروا له مجسّمات لسيّارات معيّنة يغني بها مجموعته، وآخرها سيّارة جلبها له شقيقه من أبو ظبي. ويملك جورج وعائلته سيّارات قديمة كبيرة، منها سيّارة فورد zephyr الإنكليزيّة المصنوعة سنة 1953 وما زالت صالحة وقد ربح بفضلها سباقات في لبنان وجوائز عديدة، هذا إضافة إلى سيّارة فيات 1500 صنعت سنة 1966، وسيّارة فولفو 164 صنعت سنة 1971 وسيّارة فولفو amazone 121 صنعت سنة 1962. إضافة إلى سيّارات أخرى كانوا يملكونها ومنها سيّارة دودج صنعت سنة 1926 وأخرى لانسيا صنعت سنة 1953 وكان يقودها الملك حسين في لبنان، إضافة إلى سيّارات أخرى قديمة أميركيّة أو إيطاليّة الصنع، وقد باعوها جميعها. ويؤكّد جورج أنّه مستعدّ لشراء سيّارات قديمة لإضافتها إلى المجموعة التي تملكها العائلة. يتابع جورج هذه الهواية بشغف، وهو مواظب في تتبّع أخبارها ومستجدّاتها، وهو مشترك لأجل ذلك في مجلات شهريّة أميركيّة وفرنسيّة وإيطاليّة متخصّصة بالسيّارات القديمة والكلاسيكيّة، وله أرشيف خاصّ عن السيّارات يضمّ أكثر من 1500 مجلّة ومستند، وهو يبرّر كلّ هذا الاهتمام بأنّه وبكلّ بساطة يعشق السيّارات.