برلين ــ غسان أبو حمد
تفتح برلين أبوابها اليوم لاستقبال “جمال الكرة الأرضية” في معرض يشكل سيرة الحياة على هذا الكوكب، يشارك فيه 11 ألف عارض من 180 دولة، ينشرون إنتاجهم السياحي على رفوف ومنصّات الأجنحة الممتدة على مساحة 15 كلم2 في معرض “بورصة السياحة الدولية” المستمر إلى 11 آذار الجاري. المنافسة هذا العام على أشدّها بين شركات خطوط النقل الجوي والبحري والبري، وكذلك بين الفنادق والمنتجعات السياحية، وجميعها تسعى لإغراء الزبون بالسلامة والأمان والهدوء وبمناخات وأجواء الصحة والعافية. وتطل هذا العام دولة الهند للمرة الأولى بصفتها “شريكاً أساسياً”، وتحاول الدخول إلى السوق السياحية العالمية، عبر حجم كبير من الإغراءات الطبية والمنتجعات السياحية التي تقدمها للزبائن، وتحديداً للسياح الألمان الذين تربوا على عادة التخطيط لبرامج عطلهم وتنويع أماكنها بحثاً عن كل جديد ومميز. وإلى جانب الهند، طالبت دول أخرى، وفي طليعتها لبنان، بتوسيع مساحة أجنحتها. يمتاز المعرض السياحي في دورته الحالية بإطلالة جديدة لمجموعة من الدول الإفريقية التي تستعيد مشاركتها بعد غياب طويل، هي أريتريا وبنين وسيراليون ونيجيريا وبوركينا فاسو والسنغال.
وتساهم الدول الخليجية في معرض بورصة السياحة الدولية بشبكة واسعة من شركات النقل، وتحديداً خطوط الطيران، حيث تشير بعض الشائعات إلى مساع تبذل لتحويل مطار فرانكفورت الدولي، إلى محطة مركزية رئيسية لخطوط طيران دول الخليج.
وبعيداً من الشائعات، أكد دبلوماسيون من دول الخليج أن المعرض في برلين بات مناسبة لقلب الصورة التقليدية السائدة عن بلدانهم بأنها “محطة لتزوّد الوقود” فقط! ويهمس بعضهم “في بعض فنادقنا.. بات في استطاعة السائح الأجنبي التزلج على الثلج!”..
التوقعات الأولية تشير إلى أن عدد الزائرين لمعرض بورصة السياحة الدولية سيصل هذا العام في مجموعه النهائي إلى رقم قياسي، متفوقاً على الرقم 180 ألف زائر الذي سجّله المعرض في العام الماضي. والمعروف تقليدياً أن نصف عدد الزائرين الإجمالي يعود لممثلي الشركات السياحية وخطوط النقل التي يوقّع بعضها مع بعض الصفقات في محاولة لجذب الزبائن بأفضل الأسعار. في مغريات البورصة السياحية هذا العام إبهار لحواس الزبون الخمس كالتمتع بالرقص الفولكلوري والانسجام مع موسيقى الدول المشاركة في المعرض، ولمس المنتجات السياحية التذكارية، والأهمّ من كل ذلك تذوّق المأكولات والأطعمة المختلفة والتعرف فوراً بطريقة الطهو، بالإضافة إلى ما يحمله الزائر من كتيّبات ومناشير وملصقات، هي بعض من جمال الدنيا. ويعتبر رودولف لوتمان، أحد المخططين لنشاط معرض بورصة السياحة الدولية في برلين، أن جمال الطبيعة واعتدال المناخ، لم يعد شيئاً مركزياً وأساسياً في عمليات جذب الزبائن، بل باتت المنتجعات والخدمات الصحية التي تقدمها شركات السفر والسياحة تؤدي دوراً أساسياً في سوق المنافسة، وعليه يقدم المعرض هذا العام جانباً من “المسطرة الصحية” في بعض الدول السياحية، مثل تدليك الجسم ومعاينة طبية مجانية للزبائن، هذا إلى جانب شاشات التلفزة العريضة التي تنقل أجواء الفرح السائدة في بعض الدول عبر طقوس الفولكلور ومناسبات الأفراح.