خالد صاغيّة
لا جديد اليوم. لا جديد أمس. منذ أيّام عدّة، لم يأتِ أيّ جديد. يُقال إنّ حلولاً تلوح في الأفق. غير أنّ عودة بسيطة إلى الماضي القريب تكشف كم أنّ طموحات اللبنانيين باتت ضيّقة، وكم أصبح المستقبل قاتماًَ.
من نكبات الدهر، مثلاً، أنّه، وحتّى أسابيع خلت، كان فخر الرئيس السنيورة يتلخّص بأنّ حكومته هي حكومة الاستقلال الثاني. إنّها الحكومة التي تشكّلت لبنانياً، ومن دون تدخّلات خارجية. السنيورة نفسه بات اليوم صاحب مقترح أن تسمّي المملكة العربية السعودية الوزير الملك في حكومته.
ومن نكبات الدهر، مثلاً، أنّ الجميع يترقّب لقاء يقال إنّه سيُعقَد بين برّي والحريري. لكن، منذ عام 1992 واجتماعات عديدة تُعقَد بين برّي والحريري، الحريري الأب طبعاً. وفي معظم الأحيان، كان ينضمّ إلى تلك الاجتماعات شخص ثالث، فيكتمل تقاسم النفوذ وتُعقَد الاتّفاقات على ظهر المواطنين. سمّي ذلك حكم الترويكا. واعتُبرت الترويكا وبالاً على البلاد. لكنّ ما كان يتوجّس منه الشعب اللبناني أصبح خشبة خلاصهم.
ومن نكبات الدهر، مثلاً، أنّه، على الأقلّ منذ عام 1998، دار سجال حول نفــــقات المــــؤسسات الأمنية والعسكرية. وثمّة من اعتبر آنذاك، عن حقّ أو باطل، أنّ هذا الإنفاق هو ما أعاق العملية التنموية في البلاد وحدّ من الحريات العامة. نستفيق اليوم على تســـــابق على دعم الأجهزة والجــيش الذي صار مصير البلاد رهن تماسكه.
هـــذه مجرّد عيّنات تـــؤكّد كم بات هواؤنا ثقيلاً.