جوانّا عازار
يقفل الحرفيون في لبنان أبواب مصانعهم ومحالهم مع تردي الأوضاع المعيشية، ولكن رفيق كلّاب يخطط لافتتاح محترف جديد له في منطقة جبيل. وهو واحد من أشهر صانعي السيوف في لبنان، بل إن شهرته تخطت الحدود بعدما صنع أخيراً سيفاً صممته رنا البساط لكريستيان روبن المتخصص في الحضارات الشرقية والعضو المنتخب في الأكاديميا الفرنسية.
صباحاً يعمل كلّاب في النجارة، وليلاً يرمّم حرفيّات وآلات موسيقيّة على أنواعها كالكمنجة والبيانو والعود... ويصنّع أيضاً السيوف والخناجر. وقد قدم أعماله في معارض لبنانية متنوعة. ويبدو هذا الحرفي وكأنه يسبح عكس التيار، ففيما يشكو آخرون من قلة المبيع، بدأ هو يخطط لتطوير أعماله.
ولاقى كلّاب صعوبة في تنفيذ هذا السيف خلال حرب تموز، وصنعه بعناية وحفر عليه بدقّة متناهية، مواجهاً صعوبة في نقله بسبب الأوضاع الأمنية، حتّى تدخّلت وزارة الدفاع الفرنسيّة ونُقل عبر السفارة الفرنسيّة في حقيبة ديبلوماسيّة.
كلّاب ابن بلدة عمشيت لم يدرس تقنيّات هذه الصناعة، ويعزو نجاحه الى كونه تعلّم من أخطائه وطوّر قدراته ومهاراته الصناعيّة. وهو يقول إنّه يقوم بمراقبة السيوف التي ترد في بعض المجلات أو الأفلام، ولكنه لا يعمد إلى نسخها كما هي، بل يضيف إليها دائماً لمساته الخاصّة معدّلاً في الأشكال والرسوم التي تصادفه، أمّا في حال تنفيذ سيوف تحت الطلب، فيقوم كلّاب بتنفيذها حسب رغبة الزبون.