خالد صاغيّة
الرئيس حسني مبارك يموت في عصير الجزر. الأمير سعود الفيصل مدمن تربية الأرانب. الملك عبد الله الثاني صديق شخصيّ لـ«باغز باني»، لا يكفّ عن طبع صوره على قمصانه الرياضية. أمّا قرى السنافر في الإمارات العربية المتّحدة، فدخلت منذ زمن في مشروع توأمة مع قرى الأرانب المجاورة. يشكّل هذا الرباعيّ ما يسمّى «الرباعية العربية المعتدلة». ثمّة طامحون إلى دخول هذا النادي، كالرئيس محمود عبّاس والرئيس فؤاد السنيورة وسواهما، لكنّ أوراق انتسابهما لا تزال قيد الدرس.
ماذا تريد «الرباعية المعتدلة»؟ إنّها، ببساطة، تتذرّع بحقوق الفلسطينيّين من أجل تحصيل حقوق الأرانب في العالم العربيّ، وقد مارست ضغوطاً كبيرة على شعوبها لتحويلها إلى أرانب، وهي منذ ذلك الحين تتضرّع إلى الولايات المتّحدة الأميركية من أجل اعتماد سياسة الجزرة.
والواقع أنّ وزارة الخارجيّة الأميركية كانت دائماً ترفض النزول عند رغبتهم، فلا تتّبع تجاههم إلا سياسة العصا. فالعصا هي العلاج الوحيد، وخصوصاً للدول النفطية التي يصعب فرض حصار اقتصاديّ عليها، ويصعب إغراقها بالديون لابتزازها بمساعدات مشروطة.
لكن، ها هي «الرباعية المعتدلة» تحقّق انتصارات كبيرة. فقد جاءت أخيراً السيّدة كوندوليزا رايس إلى المنطقة، حاملة ما سمّته «الأسلوب الجديد». وبالفعل، لم تخيّب رايس آمال المعتدلين، فقد حملت إليهم أكياساً من الجزر. جزر معدّل جينياً، خصّيصاً لمنطقة الشرق الأوسط، وتحقيقاً لـ«رؤية بوش». فالجزر يقوّي النظر، والنظر يسمح برؤية أوضح. جزرٌ، جزرٌ، جزرْ... ما كلّ هذا الضجر؟