علاء اليوسفي
يحاول هواة التصوير في السعودية خطف لقطات في غفلة من الناس. فقد كان التصوير ممنوعاً على الهواة وغير الصحافيين، وصار عملاً مسموحاً ولكن بشروط.
أبناء المجتمع لا يسمحون بهذه الممارسة ولم يسمعوا بالقانون الجديد. وثمة رجال دين يحرّمون التصوير بشكل مطلق. والكاميرا لا تزال حائرة: هل تتبع القانون الصادر عن مجلس الوزراء؟ أم قانون المجتمع المحافظ؟ أم قانونها الخاص الذي يشرّعه الضوء؟
تحاول مجموعة “أصدقاء الضوء” إيجاد مساحة لها في صحراء غنية بالمساحات والأضواء، لكن المساحات هنا غير قابلة للتدجين داخل “الزوم”، والأسود الذي يلف أجساداً يتحكّم بكل الألوان والسلوكيات، بما فيها نسبة الضوء الذي يدخل العدسة. وفي مثل هذه الظروف يسعى “أصدقاء الضوء” إلى العثور على مكان يمارسون فيه هوايتهم. وهم مستمرون في محاولات جديدة لشرعنة هوايتهم وإعطائها طابعاً قانونياً. تستغل المجموعة مؤشر الانفتاح النسبي الذي بدأ يظهر من خلال وجود لجنة للتصوير في جمعية الثقافة والفنون الرسمية التي ترعاها الدولة في المملكة.
يحكي فيصل الدريويش عن بدايات المجموعة ويقول: “ولدت الفكرة من طريق الإنترنت حيث كنا نتوزع في منتديات ثقافية تتضمن أقساماً خاصة بالتصوير، فبدأنا يتعرف بعضنا ببعض من خلال تلك الأقسام وبدأت تتكون فكرة إنشاء مجتمع خاص بهواة التصوير”.
ويضم الموقع أقساماً خاصة بأخبار التصوير في المملكة والعالم، وأقساماً لبيع المعدات، إضافة إلى الدروس التصويرية، ومنتدى نقاش.
تطور الموقع وتحول إلى تجمع يضم المصورين من هواة ومحترفين ومبتدئين، وهو أكبر منتدى مختص بالتصوير وباللغة العربية. ووصل عدد أعضائه إلى 10 آلاف منتسب من داخل السعودية وخارجها. وقد حاز الموقع جائزة أفضل عشرة مواقع مختصة بالتصوير في العالم العربي في “مسابقة آل ثاني للتصوير” التي أُقيمت في قطر في كانون الثاني الماضي.
العقبات التي تواجه المجموعة كثيرة كما يقول محمد اليوسف ويوضح أنه: “لا توجد مظلة رسمية تحتضن هذه المجموعات، وهذا يضعنا موضع ريبة وشك في نظر المؤسسات التي نطمع منها برعاية نشاطاتنا، فنضطر إلى تحمّل أعباء المعارض من نفقتنا الخاصة، وقد اخترنا الإنترنت مكاناً لإبراز هوايتنا وإنتاجنا”. وفي محاولة لتخطّي العقبات التي يواجهها “أصدقاء الضوء” تسعى مجموعاتهم ومجموعات أخرى إلى تأسيس جمعية رسمية للمصورين غير الصحافيين، وعقدت لهذا الهدف اجتماعات حضرها مندوبون من جمعية الثقافة والفنون. وقد تم أخيراً تفعيل قرار السماح بالتصوير في الأماكن العامة، وهو القرار الذي اتخذته جهات رسمية سعودية منذ أكثر من سنة، بالتوازي مع بدء منح التأشيرات السياحية في محاولة لاستقطاب سياح أجانب.
نشاطات المجموعة كثيرة وطموحاتها كبيرة ولكن الواقع معقّد، ويروي أعضاء المجموعة أن “المجتمع لم يتقبّل بعد فكرة التصوير في الأماكن العامة، فمجرد حمل الكاميرا يستفزّ الناس ورجال الأمن”.