ليال حداد
“أنا أعمل في ثلاث مناطق لبنانية: كورنيش المزرعة، الجديدة وحارة حريك”. هذا ما يقوله ايمن البالغ من العمر تسع سنوات. عمله هو الشحاذة واستجداء عطف المارة. بدأ مسيرته المهنية منذ كان عمره ثلاث سنوات.
غير أن الجديد الذي ادخله ايمن على الدعاءات التي يقولها للمارين على الطرقات كان استعماله للعبارت المتعلقة بالطبيعة السياسية لكل منطقة.
ففي منطقة الجديدة مثلاً، يقول ايمن حين يطلب المال: “الله يخلّي الجنرال وانشالله بصير رئيس جمهورية”. وفي منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية يقول: “السيد حسن هو تاج هذا البلد. هو صانع النصر الكبير..”.
اما في منطقة كورنيش المزرعة فيصعب الامر قليلاً على ايمن “فالمنطقة مختلطة”، وعليه أن يكتشف الميول السياسية لكل سائق سيارة، يبادر السائق بداية قائلاً: “الله يرحم الشيخ الشهيد رفيق الحريري والله يخلي الشيخ سعد”. إن لم تعجب هذه الجملة “المحسنين” في السيارة، يعتذر ايمن ويؤكد: “بدنا نعيش الله يخلي كل زعما لبنان، انا بحبّن كلن”. يذكر أيمن أنه تعرض قبل شهور للضرب في منطقة الجديدة، فقد انهال عليه بالعصا “شاب من القوات اللبنانية سمعه يدعو للجنرال”. الحوادث المماثلة لم تفتت عزيمة أيمن.