خالد صاغيّة
سأل أحد القادة العرب في القمّة المنعقدة في الرياض: «ماذا فعلنا طوال هذه السنين لحلّ كلّ ذلك؟». والمقصود بهذا السؤال الإيحاء بأنّ السائل، وزملاءه من الملوك ورؤساء الدول، لم يقوموا بما يكفي من الجهد للتعاطي مع الأوضاع المتردّية في المنطقة العربية.
ينبغي القول إنّ هذا السؤال لم يكن في محلّه، لأنّ الواجب إنصاف الأنظمة العربية والقيّمين عليها من ملوك ورؤساء. ففي الواقع، لم تألُ هذه الأنظمة جهداً للتعاطي مع أوضاعنا العربيّة المتردّية. لا بل قامت بكلّ ما يلزم من أجل إيصال المنطقة العربية إلى الوضع الرديء الذي تتخبّط فيه منذ زمن.
فـ«التخلّف» الذي قيل إنّه «ليس مصيرنا المحتوم»، هو حتماً محتوم، ما دام الجالسون على العروش محتومين أيضاً.
والقوّات الأميركيّة في العراق التي أصبحت فجأة بنظر فخاماتهم وجلالاتهم «احتلالاً غير مشروع»، لم تكن لتدخل العراق أصلاً، ولا لتحتلّه، لو لم يتواطأ معها المحتومون فوق عروشهم.
أمّا البكاء على «فلسطين الجريحة»، فالحريّ استبداله بالتفتيش عمّن أمعن في طعن فلسطين في الظهر، فيما كان الرصاص الإسرائيليّ يمزّق صدرها.
ونبذ «الطائفية البغيضة» لا يستقيم ما لم يقترن مع السؤال عن تمويل المنظّمات التي عملت ليلاً ونهاراً على تنمية الانقسامات الطائفية داخل أكثر من بلد عربيّ.
لذا، لا داعي لعقَد الذنب، ولا لتلاوة أفعال الندامة. اتركوا الأمّة لحالها، وانصرفوا للنوم قليلاً.