ليال حداد
درجت العادة على أن يدق باب بيتك بائع متجول ليبيعك بضائع متنوعة: من الثياب الداخلية الى الزجاجيات والمكانس الكهربائية وغيرها.
أما قصة نورما أو ريتا أو زينة فمختلفة، وهذه الأسماء الثلاثة تعود الى شخص واحد هو سيدة أربعينية ادّعت ان اسمها نورما ودقت يوماً أبواب سكان أحد أحياء بلدة المنصورية لتبيع أدوات المطبخ المتنوعة، وروت انها طالبة في جامعة سيدة اللويزة وتدرس التسويق! اعتقد سكان الحي أن هذه السيدة بدأت دراستها الجامعية متأخرة، وتعاطفوا معها وما كان منهم إلاّ ان اشتروا منها ما عرضته عليهم.
ومن لم يـــتمـــكن من الشــراء رمقته نورما نظـــــرة مرفـــقــــــــة بعـــــــبارة “كــان عـــلـــيـــك أن تقــول لي إنــك لن تشــــــتــــري شـــيــــئاً بدل إضـــــاعــــة الوقت في الشروحات حول البضائع التي أحملها”.
غابت نورما شهراً وعادت بعده الى الحي نفسه ظناً منها ان الأهالي قد نسوها، وكان اسمها هذه المرة ريتا، وكانت تبيع الروزنامات الخاصة بعام 2007، وادعت ان ريعها يعود الى كنيسة القديسة رفقا وتأخذ هي قسماً من الأرباح لأنها سيدة فقيرة ولا مأوى لها.
استغرب أهالي الحي الأمر، إذ كيف صارت الطالبة الجامعية مشردة بلا مأوى، إلا ان أحدهم لم يجادلها في الأمر.
وعادت هذه السيدة أخيراً وبعد مرور ما يزيد على ستة أشهر لتبيع أدوات تجميلية وكان اسمها هذه المرة زينة. فطردتها نساء الحي بعدما كشفن كذبها وخداعها.
البائعة المتجوّلة حديث أهالي البلدة، الكلّ يروي قصته معها والكلام الذي كانت تقوله، ويستغربون جرأتها، ويقول البعض إنها لم تكن خائفة من أن ينكشف أمرها، متوقّعين رؤيتها في بلدات أخرى.