رام الله ــ يوسف الشايب
توزّعت صور الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وأعمالهم الفنية في غرف مركز بيت ريما الثقافي، وذلك من خلال معرض نظّمته شبكة شباب بني زيد.
شبكة مجموعة من الشبان والفتيات من بلدات بيت ريما، النبي صالح، وكفر عين. وهذا المعرض الذي أقيم الخميس والجمعة الماضيين هو النشاط الأول لها، وقد لقي إقبالاً كبيراً، وخاصة من أسر الأسرى، وأقاربهم، وأصدقائهم. نُظّم المعرض بدعم من مؤسسة «حقوقنا»، وقد استغل أعضاء الشبكة وجود قرابة 15 غرفة في المركز الثقافي، معظمها مؤهّلة، وصالحة للاستخدام، فوزعت صور أسرى بلدات بيت ريما، دير غسانة والنبي صالح، فكانت غرفة لأسرى سجن عسقلان، وأخرى لأسرى هداريم، فعوفر، وغيرها.
وراء كل أسير حكاية لا يعرفها إلّا قلة، وهذا ما حاول المعرض أن يقوله عبر نشر صورهم جميعاً، ونشر العديد من رسائلهم إلى ذويهم، وهو خطوة «تنتصر للأسير الإنسان، وتعمل على الخروج من إطار التعاطي معه كرقم»، وفق ما قال محمد جمال الريماوي رئيس شبكة شباب بني زيد، وأضاف “كان لا بد أن ننتصر للأسرى في أول نشاطاتنا، فبعد أن كانت انطلاقة الشبكة في نهاية العام الماضي، وجدنا أن قضية الأسرى هي القضية الحيوية والمحورية لجميع شرائح الشعب الفلسطيني، فلا يوجد بيت إلا ويعاني من اعتقال ابن، أو شقيق، أو أب، أو صديق، أو جار. نعلم أن الكثير من المعارض نظمت نصرة للأسرى، لكننا في هذا المعرض انتصرنا للأسير الإنسان، بعيداً عن أية شعارات رنانة، فكثيرون استطاعوا المقاربة بين اسم الأسير ورسمه عبر الصور، وكثيرون تعرّفوا إلى مشاعرهم داخل السجون، عبر الرسائل، كما لمسوا إصرارهم على الحياة، عبر أعمالهم الفنية”.
واستضاف المعرض في الطبقة الثانية من المركز الثقافي في بيت ريما، أعمال الأسرى الفنية، في حين خصصت غرفة تحت اسم المعتقل، صُنعت فيها مجسمات لضابط إسرائيلي يحقق مع أسير فلسطيني، وأخرى لأسرى فلسطينيين في إحدى خيام المعتقلات.
وأكد رئيس مركز بيت ريما الثقافي معاوية الريماوي على أهمية المعرض، وخاصة أنه يأتي في فترة الأعياد، حيث يفتقد أهالي الأسرى أبناءهم، وقال: «المعرض يلامس مشاعر الناس، ويخفف ولو معنوياً من الشعور بالفقدان، فهم مع أبنائهم، يحتفلون بهم، ويكرمونهم، ولو عبر صور وأعمال فنية... المعرض استطاع اختراق القضبان، ولو لبعض الوقت».
بعض الزوار بكوا أمام الصور، آخرون تملّكهم الحزن، فيما عجز زوار عن التعبير عن المشاعر التي تملّكتهم وهم ينظرون إلى شبان أبطال تأكل قضبان السجون الإسرائيلية سنوات شبابهم. وقال عبد الرحيم الريماوي، والد الأسير وهبي الريماوي الذي يقبع في سجن الرملة، إن في المعرض ما «يرفع قليلاً من معنوياتي، رغم شعوري بالمرارة لمجيء الأعياد وأبناؤنا لا يزالون في السجون»، مطالباً بتعميم الفكرة على جميع القرى والبلدات الفلسطينية، ومشاركة القوى الوطنية والإسلامية في دعم هكذا معارض، ليدرك الأسرى أن ثمة من يتذكّرهم، ويجلّ تضحياتهم من أجل فلسطين.