علي سلمان
خاض سامي عبدوني “مواجهات” عديدة استمرت لأكثر من خمس سنوات، اتّسم بعضها بالطابع «السلمي» والبعض الآخر بالطابع «العسكري» وذلك في سبيل إقناع أهل حبيبته سهى أبو سهيل بالقبول به «عريساً» لابنتهم.
طلب سامي كان يواجه دائماً بالرفض لأنه عاطل من العمل. ذاق الحبيبان خلال سنوات المواجهة الأمرّين على رغم الحب المتبادل بينهما. وكادت سهى ترضخ لأوامر أهلها ثلاث مرات، عندماحاولوا إرغامها على القبول بثلاثة عرسان يعملون في وظائف رسمية. لم ينجح أي من العرسان الثلاثة بالفوز بسهى، فهذه كانت تصدّهم بطريقتها الخاصة. وذات يوم، ضحك القدر لسامي والتحق بإحدى المؤسسات العامة، وما إن قبض راتبه الأول حتى سارع الى التقدم من جديد لطلب يد سهى، مشفوعاً هذه المرّة بوظيفته الرسمية. وافق الأهل على الفور، وبدأ العروسان رحلة التحضير السريع للدخول الى «القفص الذهبي» الذي طالما انتظروه. ولكن حدث ما لم يكن متوقّعاً، وطرأ ما برّد فرحتهما. إذ لم يكد سامي يكمل شهره الثالث في وظيفته حتى أبلغ بخبر تسريحه منها من دون سابق إنذار. ولدى وصول الخبر الى أهل خطيبته، قرروا فسخ الخطوبة بذريعة أن بلدة سامي البقاعية غير محظوظة في الوظائف الرسمية، وبالتالي فإن سهى لن تعيش حياة آمنة ومستقرة مع هذا العريس.