خالد صاغيّة
قبل أشهر، كان سبب تأخّر أيّ مواطن عن موعد على العشاء يُردّ إلى «النظام الأمني اللبناني ــ السوري المشترك». خمس كلمات ثقيلة تمرّن اللبنانيون طويلاً على تردادها بسلاسة وبداهة.
قتل الديموقراطية الزاهرة. تنفيذ الاغتيالات. ضرب السياسات الاقتصادية العادلة والشفافة والفعالة التي كان يرسمها «الرئيس الشهيد رفيق الحريري». الإخلال بالتوازنات الطائفيّة. قمع الحريات وزجّ المعارضين في السجون. شقّ النقابات العمّالية. تزوير الإرادة الشعبية... هذا غيض من فيض ما اتّهم المدعوّ «النظام الأمني اللبناني ــ السوري المشترك» بارتكابه ضدّ المجتمع اللبناني، وضدّ مجموعة من السياسيين المتفانين في خدمة المصلحة العامة.
المتفانون أنفسهم اكتشفوا اليوم أنّ «النظام الأمني اللبناني ــ السوري المشترك» هو اسم مركّب للمجرم. فالاسم الأوّل هو «النظام الأمني»، أمّا «اللبناني ــ السوري المشترك» فاسم العائلة. ونظراً للتطوّرات الأخيرة، وخدمةً للمصلحة العامّة إيّاها، ارتأى «المتفانون» تبديل اسم العائلة للكائن الذي يتربّص شرّاً بالبلاد. فشيطان اليوم هو «النظام الأمني»، لكنّه «النظام الأمني السوري ــ الإيراني». وهذا الأخير متّهم بمحاولة الثأر لـ«سميّه» الذي قضى تحت أقدام ثوّار الأرز.
«النظام الأمني السوري ــ الإيراني» هو «النظام الأمني اللبناني ــ السوري المشترك» with revenge. إنّه الكائن الذي يهدف لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل اغتيال سلفه، الأخ «اللبناني ــ السوري المشترك».
هكذا يعود «النظام الأمني» إلى الواجهة، وتضيع الديموقراطية اللبنانية وأعمدتها الراسخة... من خطيئة «سوليدير» إلى جريمة الرمل العالي.