عبادة كسر
غيّرت مجلة الشقائق مسار حياة إسماعيل زيتوني، فقد اعتاد قراءتها في الثمانينيات من القرن الماضي، وتوقف مرة عند رسالة استغاثة من فتاة تطلب الزواج، لفتته فقرر “بدافع إنساني أن يتطوع لمساعدة كل من يرغب في الارتباط وتعترضه عوائق”. تكللت أولى محاولاته بالنجاح، وقام بتزويج خاله وخالة زوجته، ثم انتقل إلى بيروت وتطوع للعمل في مكتب للزواج، وبعد سنوات عاود أدراجه إلى بعلبك ليستقبل طلبات الراغبين في الزواج من مختلف المناطق والطوائف. ويقول زيتوني: “بشكل تطوعي أساعد من يرغب في لقاء شركاء المستقبل، ومن مختلف الجنسيات، وأنا في صدد فتح مكتب للتزويج وأبحث عن جهاز إداري ليساعدني”، ويضيف “يحل الزواج الكثير من مشاكل المجتمع وبشكل خاص انحراف الشباب والشابات وينظم ويشرعن العلاقات، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، لذا أعمل على إيجاد شريك حياة لكل عازبة وبطريقة شرعية وقانونية”.
يستقبل زيتوني ثلاثة طلبات زواج يومياً، ويتلقى الكثير من المخابرات الهاتفية التي تطلب النجدة ومن فئتي الذكور والإناث. تمثل فئة “العوانس 27-40 سنة” على حد تعبيره، الشريحة الكبرى من المتقدمات بطلبات للزواج، إضافة إلى الشباب من فئات عمرية مختلفة (18 سنة وما فوق) ويرتفع عدد الراغبين في الزواج خلال زيارات المغتربين للبنان. ويوضح أن “بعض المتقدمين بطلب للزواج هم من الفقراء المعدومين، وليس في استطاعتهم أن يلبّوا متطلبات الزواج المادية من مهر ومنزل، لذا أبحث لهم عن فتاة بسيطة تطلب السترة وتستطيع ان تتأقلم مع أوضاعهم”.
للمطلقات والأرامل حصة أيضاً من طلبات الزواج في مكتب زيتوني في بعلبك. “فإضافة إلى العجزة الذين يريدون “ونيساً”، يقصدني رجل في العقد السابع من العمر يومياً بقصد إيجاد شريكة له”. ويقول: “لقد زوّجت شيخاً (رجل دين) لديه ابنة وحيدة، وكان يبحث عن زوجة ثانية لإنجاب المزيد من الأطفال”.
يصادف زيتوني حالات خاصة ويتذكر: “لقد زوّجت أكثر من امرأة تعرضت لاغتصاب من والدها، أو تحرّش من قريب، إضافة إلى الفتيات اللواتي يقعن في مصيدة الخديعة، والهدف من ذلك القضاء على جرائم الشرف”.
أما آليات تقديم الطلب فيوضحها زيتوني على الشكل التالي: على المتقدم بطلب للزواج ملء استمارة مؤلفة من 8 صفحات تكون بمثابة صورة مجهرية عن الشخص وعن مواصفات الشريك، مثل الوزن، والطول، ودرجة التحصيل العلمي وأمور أخرى عن هويته الشخصية، وكل ذلك لا بد من أن يرفق بصورة لصاحب العلاقة، وإخراج قيد. تُحلّل الاستمارة وتقارن النتائج باستمارات أخرى و“أقرر عندها أياً منهم يلائم الآخر، وأجمعهما ببعضهما، وأتابعهما حتى يقترنا وفق صيغة شرعية وقانونية”.
ويؤكد زيتوني ان كل الزيجات نجحت على رغم بعض المعوقات، ويقول “المتقدمون يرغبون في أن يكون الشريك من اللون الطائفي أو المذهبي نفسه».
ويختم إسماعيل زيتوني بالقول ضاحكاً “يثير بعض الراغبين في الزواج اليوم الدهشة، فهم يطلبون فتاة موظفة، ولديها أملاك، ومنزل وسيارة”!!