ينتشر بين بعض الشباب اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في مخيمات اللاجئين في لبنان ألبوم غنائي لا عنوان له، ويجهل كثيرون أسماء الفنانين الذين أصدروه من مغنّين وموسيقيين.في الألبوم نحو ثماني أغنيات تبدأ بجمل ساخرة أو اسكتشات مضحكة ليبدأ بعدها الغناء.
ومن أشهر هذه الأغنيات تلك التي تبدأ باسكتش حول فتاة تبحث عن تاكسي لتقلّها إلى مخيم شاتيلا، ويردد فنانو الألبوم جمل سائقي التاكسي الذين يرفضون الذهاب إلى المخيم. منها: “شاتيلا، أكيد لا شو مجنونة؟”.
يشتهر الألبوم بين بعض من يقتنونه بأنه ألبوم “البحث عن تاكسي إلى شاتيلا”، الجمل اللحنية متكررة في كل أغنياته، والمضمون متشابه، فهي أغنيات تتحدث عن عذابات الفقراء، وتتحدث أيضاً عن قصص الحب الحديثة وأساليب التخاطب بين الشبان والفتيات من أبناء الجيل الجديد، وتستعير من قاموس “لغة التكنولوجيا الحديثة” الكثير من المفردات، كأن يتم اللقاء بين الحبيبين عبر الـ “تشاتينغ” أي التخاطب من خلال غرف الحوار الافتراضية، وأن الدعوات إلى حفلة الزفاف سترسل إلى المدعوين من خلال البريد الإلكتروني غير المكلف.
ألبوم البحث عن تاكسي إلى شاتيلا يدفع للبحث عن الفنانين الذين أصدروه، فهم لا يقدمون أعمالاً موسيقية متميزة، لكن كلمات الأغنيات تلفت إلى حسهم النقدي وقدرتهم على التعبير بشكل جميل وساخر عن معاناتهم.
قد يبشر هذا الألبوم بولادة فنانين جدد لا ينتمون إلى الموجة التجارية السائدة، وقد لا ينجح هؤلاء في الغناء لكنهم بالتأكيد قادرون على انتاج استكتشات وأعمال تمثيلية جيدة يتخللها بعض الغناء. نجاح ألبوم “البحث عن تاكسي إلى شاتيلا” قد يدفع أصحابه إلى الإعلان عن أنفسهم، ولكن هل يجد هؤلاء شركة إنتاج فنّي تتبنى مواهبهم؟
(الأخبار)