خالد صاغيّة
لمَ كلّ هذه «الدوشة» حول الحزب الشيوعي اللبناني؟
نحن أمام حزب لا يشهد نموّاً جماهيرياً عظيماً. وأمام حزب ما زال يتمسّك بالشيوعيّة في زمن ما بعد الاتحاد السوفياتي. وأمام حزب لم يستطع الشفاء تماماً من مآزقه التنظيمية والفكرية. وأمام حزب يخفّ حضوره في الأوساط المدينيّة. وأمام حزب تتراجع فاعليّته على المستويين السياسي والثقافي.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، لا يكاد يمرّ يوم من دون أن نسمع نقداً لموقف الحزب الشيوعي، أو أن نرى اجتماعاً لكوادر سابقة تتهجّم على قيادة الحزب، أو يتنطّح بعض الأعضاء السابقين أو المنشقّين ممّن عادوا مطمئنّين إلى قصور البكوات وأحضان الطوائف ليعطوا دروساً في اليسار وإعادة بنائه...
الواقع أنّ قوى 14 آذار لا تستطيع أن تغفر للحزب الشيوعي عدم انضوائه تحت لوائها. لا علاقة لذلك بحاجتها إلى مجموعة سياسية إضافية تشارك في كوكتيلات البريستول. وطبعاً لا علاقة لذلك بحاجتها إلى دور فاعل لليسار ضمن صفوفها، وهي التي تعيد تعريف الوطنية والاقتصاد، وفقاً لأكثر مواقف اليمين تشدّداً. «14 آذار» لا تستطيع أن تغفر للحزب الشيوعي مواقفه بسبب مشروع الهيمنة الذي تحمله، وهي هيمنة تطاول الجانب الأخلاقي والسياسي معاً.
فنحن أمام حزب لا يمكن اتّهامه بالطائفية، أو بمسؤوليّته عن الفساد داخل السلطة، أو بالاستفادة من الدور السوري في لبنان. كيف يستطيع حزب كهذا ألا يكون شريكاً في المعارك الوهميّة ضدّ الظلاميّة والاستبداد؟